ترتكز الرواية ذات العنونة الشخوصية على الزيني بركات باعتباره شخصية مركزية تحوم حولها الشخصيات الأخرى وتلتقي عندها الأحداث المتشابكة لتصوغ بنية روائية متوترة.
وتنبني الأحداث السردية المتعلقة بالزيني بركات على النحو التالي:
1- تعيين الزيني بركات واليا للحسبة الشريفة بعد إعدام علي بن أبي الجود.
2- الزيني بركات يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر.
3- الزيني يخطب كل مرة في المسجد لتبرير ولايته و أعماله.
4- الزيني يعلق الفوانيس في القاهرة.
5- الزيني ينضم بتنسيق مع منافسه زكرياء بن راضي إلى جهاز البصاصة.
6- حدة الصراع بين الزيني و نائب الحسبة و كبير البصاصين زكرياء بن راضي حول التفرد بالسلطات .
7- مظالم الزيني بركات و قمعه للرعية لإرضاء السلطان والأمراء.
8- ازدياد سلطات الزيني بركات الدينية و المدنية و العسكرية على حساب الشعب.
9- هزيمة السلطان الغوري أمام السلطان سليم قائد الجيش العثماني.
10- موالاة الزيني بركات للعثمانيين و مساندة الأمير خايربك خائن سلطان المماليك و الخروج عن طاعة الأمير طومانباي.
1- تعيين الزيني بركات واليا للحسبة الشريفة بعد إعدام علي بن أبي الجود.
2- الزيني بركات يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر.
3- الزيني يخطب كل مرة في المسجد لتبرير ولايته و أعماله.
4- الزيني يعلق الفوانيس في القاهرة.
5- الزيني ينضم بتنسيق مع منافسه زكرياء بن راضي إلى جهاز البصاصة.
6- حدة الصراع بين الزيني و نائب الحسبة و كبير البصاصين زكرياء بن راضي حول التفرد بالسلطات .
7- مظالم الزيني بركات و قمعه للرعية لإرضاء السلطان والأمراء.
8- ازدياد سلطات الزيني بركات الدينية و المدنية و العسكرية على حساب الشعب.
9- هزيمة السلطان الغوري أمام السلطان سليم قائد الجيش العثماني.
10- موالاة الزيني بركات للعثمانيين و مساندة الأمير خايربك خائن سلطان المماليك و الخروج عن طاعة الأمير طومانباي.
11- تعيين الزيني بركات بن موسى محتسبا للقاهرة من جديد في عهد الدولة العثمانية و إحلال العملة العثمانية الجديدة بدل العملة المملوكية القديمة.
و يمكن تكثيف هذه اللحظات السردية في الأفعال الحدثية التالية:
1- تعيين.
2- حكم.
3- لقاء.
4- صراع.
5- ظلم.
6- خيانة.
7- تعيين.
8- حكم.
و يحمل عنوان الرواية مفارقة بين الشعار الاسمي (الزيني بركات) والممارسة الفعلية.
فالزيني لقب أطلقه السلطان على موسى بن بركات ليصاحبه مدى حياته دلالة على ورعه و تقواه و تفانيه في خدمة السلطان وامتناعه عن تولية الحسبة إلا بتدخل علي بن أبي الجود باعتباره شيخا عارفا بالأصول و الفروع يمثل السلطة الدينية و الصوفية.
و تعتبر تزكية علي بن أبي الجود شهادة كبرى في حق تعيين موسى بن بركات واليا للحسبة على القاهرة.
و مع ذلك نجد أن هذا الامتناع الوهمي الذي شاع بين الناس يغطي حقيقة جوهرية وهي أن الزيني بركات اشترى هذا المنصب بثلاثة آلاف دينار رشوة بعد أن تدخل له أحد الأمراء عند السلطان.
وبالتالي، فكل أعماله الدالة في الظاهر على الخير كتعليق الفوانيس وتسعير البضائع، والضرب على يد المحتكرين والوسطاء وإزالة الضرائب و تثبيت الاستقرار والأمن... والتي تزين صورته بين الخلق حتى اعتبر شخصية أسطورية خارقة مثالية، انقلبت إلى الشر والظلم و ايذاء الرعية وتخريب بيوت الأبرياء وتعذيب الفلاحين و نشر الرعب والخوف بين الناس بجهازه الخطير في البصاصة وقمع المثقفين (سعيد الجهيني) والتنكيل بالمظلومين بدون قضاء ولا محاسبة.
إنه رمز السلطة القمعية والإرهاب السياسي والعنف والطغيان و الاستبداد والتضحية بالشعب من أجل خدمة السلطة والمصالح الشخصية.
وقد بني المتن الروائي على سبع سرادقات ومقدمة و خاتمة.
والسرادق هو المكان الذي تعقد فيه الحفلات مثل خيمة يجمع فيها الناس، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التركيب السينمائي لهذه الرواية، إذ يمكن توزيعها إلى سبع مناظر مشهدية أو فصول درامية إما أنها متعلقة بالمكان (كوم الجارح في السرادق السابع) أو الشخوص (ظهور الزيني بركات في السرادق الثاني والسرادق الأول و السرادق الرابع) أو الأحداث (انعقاد مؤتمر البصاصين في القاهرة في السرادق الخامس...).
و تتوالى السرادقات السبع على الشكل التالي:
- المقدمة: لكل أول آخر و لكل بداية نهاية (12 صفحة)؛
- السرادق الأول: ما جرى لعلي بن أبي الجود و بداية ظهور الزيني بركات بن موسى (شوال 912هـ)؛
- السرادق الثاني: شروق نجم الزيني بركات، و ثبات أمره، وطلوع سعده، واتساع حظه (58 صفحة).
- السرادق الثالث: وأوله: وقائع حبس علي بن أبي الجود (56 صفحة )؛
- السرادق الرابع: (بدون عنوان) (36 صفحة )؛
- السرادق الخامس: (بدون عنوان) (49 صفحة)؛
- السرادق السادس: (كوم الجارح) (7 صفحات )؛
- السرادق السابع: (سعيد الجهيني: آه، أعطبوني ، و هدموا حصوني ...)؛
- الخاتمة: خارج السرادقات: مقتطف أخير من مذكرات الرحالة البندقي فياسكونتي جانتي – 913 هــ (ثلاث صفحات).
- المقدمة: لكل أول آخر و لكل بداية نهاية (12 صفحة)؛
- السرادق الأول: ما جرى لعلي بن أبي الجود و بداية ظهور الزيني بركات بن موسى (شوال 912هـ)؛
- السرادق الثاني: شروق نجم الزيني بركات، و ثبات أمره، وطلوع سعده، واتساع حظه (58 صفحة).
- السرادق الثالث: وأوله: وقائع حبس علي بن أبي الجود (56 صفحة )؛
- السرادق الرابع: (بدون عنوان) (36 صفحة )؛
- السرادق الخامس: (بدون عنوان) (49 صفحة)؛
- السرادق السادس: (كوم الجارح) (7 صفحات )؛
- السرادق السابع: (سعيد الجهيني: آه، أعطبوني ، و هدموا حصوني ...)؛
- الخاتمة: خارج السرادقات: مقتطف أخير من مذكرات الرحالة البندقي فياسكونتي جانتي – 913 هــ (ثلاث صفحات).
و تبلغ عدد صفحات الرواية مائتين و سبعا و ثمانين (287) صفحة من الحجم المتوسط.
و يتبين لنا أن الغيطاني لم يقسم روايته إلى فصول، بل اختار السرادقات بمثابة لوحات فنية مستقلة يمكن بسهولة تقطيعها و تركيبها في مونتاج روائي يخلخل السرد ويكسر خطية الزمن واستمراريته الرتيبة لخلق أفق جديد لقارئ الرواية.
و قد أخذ الغيطاني طريقة تقسيم المتن إلى السرادقات من ابن إياس الذي وزع كتابه تاريخ مصر المشهور بـــاسم"بدائع الزهور في عجائب الدهور" حسب السرادقات.
أما لماذا اختار الغيطاني ابن إياس دون غيره من المؤرخين لمحاكاته و التخييل من خلال ما كتبه؟ فيرجع ذلك إلى سببين:
- الأول: إن ابن إياس كان يتمتع باستقلال الرأي نظرا لأنه ميسور الحال، كما أنه لم يتقلد وظيفة من وظائف السلطنة، كما أنه كان ينحدر من أصل جركسي ما سهل له الاتصال برجال الدولة و كبرائها.
- الثاني: أن ابن إياس "ينفرد عن غيره من مؤرخي ذلك العصر في أنه عاش عصرين وشهد أحداث جيلين: أواخر العصر المملوكي ومستهل العصر العثماني.
و كان شاهد عيان لما وقع فيهما من أحداث، وتمتد الفترة التي أرخ وقائعها من سنة 872 م /1468هــ إلى سنة 928م/1522هــ ".
إذاً، فقد اختار الغيطاني كتاب ابن إياس للتفاعل معه حوارا ومساءلة قصد بناء تاريخ حقيقي لفهم الحاضر وذلك بالسفر إلى قلب الزمن المملوكي لتصوير المجتمع والإنسان و التاريخ في علاقة بالسلطة لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف بين الماضي والحاضر.
ومن هنا، يسقط المبدع الماضي على الحاضر ويقرأ الماضي بالحاضر والعكس صحيح أيضا ما دامت هناك جدلية الأزمنة وتقاطعها وظيفيا وفنيا.
و يستعير جمال الغيطاني من ابن إياس المادة التاريخية المتعلقة بالهزيمة ومعركة مرج دابق كما يأخذ منه البنية السردية التراثية لغة و بناء و تركيبا و تفضية و تزامنا.
ويقوم التفاعل بين النصين: النص الأصلي (كتاب ابن إياس حول تاريخ الديار المصرية)، والنص الفرعي (الزيني بركات لجمال الغيطاني) على المحاكاة الساخرة والباروديا والتهجين و التناص والحوارية والمفارقة والمعارضة والسخرية والتحويل والتشرب الإيديولوجي من خلال استعارة التركيب والصيغ المسكوكة للبنية السردية التراثية.
وهو بذلك لا يعيد كتابة تاريخ مصر المملوكية بل يسائل هذا التاريخ ويبين فجواته و ثغراته ويقرأ لا شعور السلطة وخلفيات الاستبداد ويفترض الأسئلة والأجوبة من خلال منطق الافتراض والتصور والتقدير على الرغم من حقيقة الأحداث والشخصيات التاريخية ودقة صحة المعلومات الواردة في متن الرواية.
و يختلف هذا النمط من الكتابة عن الرواية التاريخية المعروفة كما تقول سيزا قاسم في أن هذا النص: "يقيم موازاة نصية من خلال المعارضة الشكلية اللغوية للنص التاريخي، فجمال الغيطاني يحاكي قول ابن إياس التاريخي، أي إنه لا يلجأ إلى استخدام" محتوى" تاريخي يصوغه في لغة عصره، بل ينتقل بنصه الخاص إلى الحقبة التاريخية السالفة".
و ترى سامية أحمد أن"الزيني بركات رواية - لا رواية تاريخية - (....) تتناول أحداثا وقعت في عهد السلطان قنصوه الغوري".
هذا، و يصرح الغيطاني في شهاداته أنه لم يكتب "زيني بركات" كرواية تاريخية، وهي لم تعتبر كذلك رواية تاريخية "في كل اللغات التي ترجمت إليها هذه الرواية سواء في الروسية أم الفرنسية أم الانگليزية، لم يعاملها أحد على أنها رواية تاريخية، إنما عوملت على أساس أنها رواية ضد القمع وضد قمع الإنسان في أي زمان و مكان".
ومن ثم، فرواية (الزيني بركات) رواية التخييل التاريخي تستعير التاريخ مادة وصياغة لتحويله إلى أسئلة و أجوبة باستقراء العلاقة الموجودة بين المتسلط والمحكوم من النواحي النفسية والاجتماعية و الإنسانية وافتراض مجموعة من العلاقات خاصة ما يتعلق بالجوانب الجنسية والشذوذ والحب والإجرام وزيف الدين، وفهم النواحي الخفية عند السلاطين والأمراء والمستبدين ونقط ضعفهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا تذكر في التاريخ الرسمي، ويركز عليها التاريخ الشعبي والمجتمعي على حد سواء.