أحكام نون التوكيد والفعل المؤكد بها.. إنما ثبتت الألف مع اجتماع ساكنين سهولة النطق بالألف مع ساكن بعدها. النون المخفّفة لا تلحق نون النّسوة



أحكام نون التوكيد والفعل المؤكد بها:


1- لا تَقعُ نون التوكيدِ الخفيفةُ بعد ضمير التَّثنية:

فلا يقالُ: "واللهِ لَتذهباننْ" ولا بعد نونِ النسوة فلا يقال: "لا تَذهبننْ" أَما بعد واو الجماعة وياءِ المخاطبة فتقَعُ، نحو: "هل تذهبونَنْ؟ هل تذهبيَننْ؟" ونحو: "لا تذهبُنْ. اذهبُن. لا تذهِبنْ. إذهِبنْ.

2- إِذا وقعت النون المشدَّدة بعد ضمير التَّثنية:

ثبتت الألفُ، وكُسِرت النونُ تشبيهاً لها بنون التثنية في الأسماء نحو: "اكتُبانِّ، لِيكتُبانِّ".
فإن كان الفعل مضارعاً مرفوعاً، حُذفت نون الرفع أيضاً، كيلا تَتوالى ثلاثُ نونات، نحو: "هل تكتُبانِّ؟" والأصل: "تكتباننَّ".
(وإنما ثبتت الألف مع اجتماع ساكنين - هي النون الأولى من النون المشددة - سهولة النطق بالألف مع ساكن بعدها).

3- إذا وقعت نونُ التوكيد بعد ضمير رفع ساكن:

إذا وقعت نونُ التوكيد بعد واوِ الجماعة - المضمومِ ما قبلها - أو ياء المخاطبة - المكسورِ ما قبلها - حُذفت واوُ الجماعة وياءُ المخاطبة، حَذَر التقاء الساكنين، وبقيتْ حركةُ ما قبلهما على حالها، نحو: "أَكتُبُنَّ، أَكتُبِنَّ. لِيكتُبُنَّ، - أَدْعُنَّ. ادْعِنَّ. لِيَدْعُنَّ - إِرْمُنَّ إِرْمِنَّ لِيَرْمُنَّ"، والأصلُ: "اكتُبونَّ. اكتُبينَّ. لِيكتُبونَّ - أدْعُونَّ، أُدْعِينَّ. لِيَدعُونَّ - إِرْمُونَّ. إِرْمِينَّ. لِيَرْمُونَّ".

فإن كان الفعلُ مضارعاً مرفوعاً تُحذف نونُ الرفع أولاً، ثم تُحذفُ الواوُ والياءُ لاجتماع ساكنينِ بعد حذف النون، نحو: "هل تَذهبُنَّ، هل تَذهِبنَّ" والأصل: "تذهبونَنَّ تذهبينَنَّ".
(حذفت نون الرفع كراهية اجتماع ثلاث نونات، فاجتمعت بعد حذفها ساكنان: واو الجماعة أو ياء المخاطبة والنون الأولى من النون المشددة، فحذفت الواو والياء حذر التقاء الساكنين).

4- إن كان ما قبلَ واو الجماعة وياء المخاطبة - المتّصلينِ بالنون - مفتوحاً، ثبتت الواوُ والياءُ:

نحو: "هل نَخشَوُنَّ؟ اخشَوُنَّ؟ هل ترْضَيِنَّ؟ إِرْضِينَّ" غير أن واو الجماعة تضمُّ، وياءَ المخاطبة تكسر، ويبقى ما قبلهما على حالة من الفتح، كما رأيت.
وحق الواو والياء أن تكونا ساكنتين: وإنما حرّكت الواو بالضمة والياء بالكسرة تخلصاً من اجتماع ساكنين - وهما الواو أو الياء والنون الأولى من النون المشددة.
واعلم أن النون المشددة حرفان أولهما ساكن. فان الحرف المشدد حرفان في اللفظ وان كان حرفاً واحداً في الخط.

5- إذا لَحِقت نون التوكيد آخر الفعل المُسندِ إلى ضميرٍ مستترٍ أو اسمٍ ظاهر، فُتح آخرُهُ:

نحو: "هل تكتبَنَّ؟ لِيكتُبِنَّ زهيرٌ. أَكتبن" فإن كان مُعتلَّ الآخر بالألف قلَبتها ياءً، نحو: "هل تَسعَينَّ؟ إِسعينَّ".

6- إذا أَكدتَ بالنون الأمرَ المبنيّ على حذف آخره، والمضارعَ، المجزوم نحذف آخره:

رَددتَ إليه آخرهُ - إن كان واواً أَو ياءً - مبنيًّا على الفتح، فتقول في "ادعُ ولا تدعُ وامشِ ولا تمش": "ادْعونّ. لا تَدْعُونّ - إمشيَنَّ. لا تمشينَّ".
فإن كان المحذوفُ ألفاً قلبتها ياءً، فتقول في "اخش وليخش": "إخشينَّ، ليخشينَّ".

7- إذا ولي نون النَّسوة نون التوكيد المُشدَّدةُ، وجب الفصل بينهما بألف، كراهية اجتماع النونات:

نحو: "يكتُبَنانِّ واكتُبْنانِّ".
وحينئذٍ تُكسرُ نون التوكيد وجوباً، كما رأيت، تشبيهاً لها بالنون بعد ألف المثنى.
أما النون المخفّفة فلا تَلحقُ نون النّسوة، كما تقدم.

8- النون المخفّفةُ ساكنةٌ كما علمت، فإن وَلِيها ساكنٌ حُذفت فراراً من اجتماع الساكنين:

نحو: "أكرم الكريم". والأصلُ: "أكرِمَنْ".
ومنه قول الشاعر:
ولا تُهينَنَّ الفقيرَ، عَلَّكَ أنْ + تَرْكَعَ يوماً، والدَّهرُ قد رَفَعَه
والأصل: "لا تَهينَنْ".

ويجوز قلبُها ألفاً عند الوقف، فتقول في اكتُبَنْ" - إذا وقفت عليه -: "اكتُباً".
ومنه قول الشاعر:
أقصِرْ، فَلَسْتَ بَمُقْصِرٍ، جُزْتَ الْمَدَى + وَبْلَغتَ حيثُ النَّجْمُ تَحْتَكَ، فارْبَعا

وقول الآخر:
وإِيّاك والْمَيْتاتِ، لا تَقْرَبَنَّها + ولا تَعْبُدِ الشيطانَ: والله فاعبُدا