ألوان النثر.. الأدب الجغرافي أو أدب الرحلات. الكتابة السلطانية والديوانية. الرسائل الإخوانية والأدبية. السيرة الذاتية والسيرة الغيرية. القصة



ألوان النثر:

من أبرز ألوان النثر في الأدب العربي نجد:

الكتابة السلطانية / الديوانية:

بلغت الكتابة الديوانية في هذا العصر منزلة رفيعة، وارتفعت مكانة الكتّاب لدى السلاطين والملوك والأمراء الى مرتبة عالية لا تقل شأناً عن مرتبة القضاة وأرباب السيوف.

وموضوعات الكتابة الديوانية كثيرة، منها العهود والتقاليد والمراسيم والمنشورات، وكذلك كتب الوعيد والانذار بالحروب ،الى جانب رسائل الصداقة والسلام وتبادل الود والتحيات والهدايا والتهاني.

سمات الكتابة السلطانية / الديوانية:

إن هذه الأنواع من الكتابة تتطلب ثقافة واسعة ومعرفة جيدة وبدقائق اللغة وفنون البلاغة والبديع، وإجادة الخط وقواعد الاملاء، وقد ألفت كتب خاصة لهذه الصنعة لتوضع بين أيدي الكتاب يرجعون اليها عند الحاجة، وأغلب الكتب الديوانية تجنح الى التأنق والتصنع، واستخدام السجع بكثرة، وكذلك سائر الفنون البديعية والمحسنات اللفظية، والاستعانة بمصطلحات العلوم المختلفة كالفقه والتفسير واللغة والنحو.

الرسائل الإخوانية والأدبية:

يصور هذا اللون من النثر العلاقات الاجتماعية بين الكتّاب وأسيادهم أو بينهم وبين أصدقائهم وأحبابهم، والقارئ يرى فيه التهنئة والتعزية، والشكر وطلب الزيارة، وما شابه ذلك من المعاني الاجتماعية التي تربط الناس ببعضهم، وتمتزج أحياناً بالعتاب والاعتذار؛ إذ إن الكاتب يحاول أن يظهر شعوره، ويعرب عما في قلبه من حب ومودة، يزيل ما علق في نفس صديقه من ريب، وما حدث من جفاء وقطيعة.

السيرة الذاتية والسيرة الغيرية:

السيرة الذاتية هي فن أدبي يحكي فيه الكاتب عن حياته -أو جزء منها- وقد يعترف بالأخطاء التي ارتكبها في مرحلة ما من حياته.
وغالبا ما يقدم الكاتب ميثاقا للترجمة الذاتية يعد فيه القارئ أن يقول الحقيقة عما عاشه هو بالذات.

الضمير في السيرة الذاتية:

وتكتب السيرة الذاتية بضمير المتكلم، مع تحديد الحدث أو الأحداث،  الزمان،المكان...و يكون فيها الكاتب هو الشخصية الرئيسيةأو البطل...
و قد سبق لبعض الكتاب أن حكوا عن حياتهم باستعمال ضمير الغائب مثل طه حسين في كتابه الأيام.

سمات السيرة الغيرية:

السيرة الغيرية هي أن يكتب المؤلف عن شخصية أخرى، وهو في هذه الحالة يتمثل تلك الشخصية في البيئة والزمان، اللذين عاش فيهما، معتمدًا على الذاكرة أو المشاهدة، ملتزمًا الحياد فيما يكتب.
وهي تتناول حياة شخص جدير بالاهتمام، له مكانة في المجتمع، أو حقق إنجازات ...

وبالتالي فأنت ستكتب عن غيرك باستعمال ضمير الغائب (هو/هي) مع تحديد وتنظيم الأحداث وضبط علاقة بطلك بالشخصيات الأخرى واستحضار الزمان والمكان وتوظيف السرد والوصف، مع توخي الدقة والموضوعية والحياد في نقل الأحداث والوقائع، كما أنك ملزم بتعدد مصادرك عن الشخصية.

الأدب الجغرافي أو أدب الرحلات:

إن هذا الفن من فنون الأدب العربي لم يظهر تحت مسمى أدب الرحلات، وإنما كان يظهر أحيانا تحت خانة «كتب التاريخ أو الجغرافيا أو السيرة الذاتية أو كتب الاعتراف أو أدب الاعتراف».. وهكذا فإن هذه التسمية «أدب الرحلات» تسمية وليدة هذا العصر وما شهده من دراسات ومصطلحات وتقسيمات لفنون وألوان المعرفة الأدبية.
وعلى رغم هذا فإن المشكلة فيما يطلق عليه أدب الرحلات لاتزال قائمة من حيث عدم وجود تعريف دقيق لهذا الفن يؤطر حدوده.

وأنسب التعاريف للأدب الجغرافي أو أدب الرحلات هو:
هو نوع من الأدب الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث، وما صادفه من أمور في أثناء رحلةٍ قام بها إلى أحد البلدان. أويملي أو يحدث مشاهداته ومشاعره تجاه ما سمع وما رأى، ويسطر ذلك شخص آخر.


الـــقـــصـــة:

تعرف القصة على أنها سردٌ خيالي أو واقعيّ لعددٍ من الأحداث أو الأفعال، وقد يكون هذا السرد شعراً أو نثراً تهدف إلى بثّ المتعة والإثارة، ولها دورفي تثقيف القراء أو السامعين. وقد ذكر أحد روّاد القصّة المرموقين (روبرت لويس ستيفنسون) إنّ هناك ثلاثة كتب فقط لكتابة القصّة.

عناصر القصة:

تهدف القصة إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة، ويجب ان يكون الحدث في القصة متحدا ومنسجما دون تشتيت.
كما تكون القصة فى الغالب وحيدة الشخصية، و أحيانا تتكون من عدة شخصيات متقاربة يجمعها مكان واحد وزمان واحد على خلفية الحدث والوضع المراد الحديث عنه.

الدراما فى القصة تكون قوية، حيث تمتلك القصة حسا كبيرا من السخرية أو دفقات مشاعرية قوية لكي تمتلك التأثير وتعوض عن حبكة الأحداث في الرواية.
ويزعم البعض أن تاريخ القصة القصيرة يعود إلى أزمان قديمة مثل قصص العهد القديم عن الملك داود، وسيدنا يوسف وراعوث.

سمات القصة:

قال بعض الناقدين ان القصة القصيرة تعد نتاج تحرر الفرد من ربطه التقاليد والمجتمع وبروز الخصائص الفردية على عكس النماط النموذجية الخلاقية المتباينة في السرد القصصي القديم.
يغلب على القصة أن تكون شخصياتها مغمورين وقلما يرقون إلى البطولة والبطولية فهم من قلب الحياة حيث تشكل الحياة اليومية الموضوع الأساسي للقصة القصيرة وليست البطولات والملاحم.