الانتحال في الشعر الجاهلي:
قضية النحل والانتحال في الشعر الجاهلي قضية قديمة، كان العارفون بالشعر يشيرون إليها منذ الجاهلية وإلى عصور متأخرة في تاريخ الإسلام.
ولم يكن النحل أو الانتحال مقصوراً على الشعر وحده، بل لقد شمل كل ما يمتُّ إلى الأدب العام بسبب، كالنسب والأخبار منذ الجاهلية نفسها، ولقد بدأ الكذب والوضع في الحديث النبوي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن النحل أو الانتحال مقصوراً على الشعر وحده، بل لقد شمل كل ما يمتُّ إلى الأدب العام بسبب، كالنسب والأخبار منذ الجاهلية نفسها، ولقد بدأ الكذب والوضع في الحديث النبوي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أدلة النحل في الشعر الجاهلي والإسلامي:
وتذكر روايات الرواة نصوصاً تُثْبِت وجود النحل في الشعر الجاهلي والإسلامي وتنبه العلماء له، ويروون أخباراً تدل على وجود هذه الظاهرة في هذا الشعر، من ذلك ما ذكرته الأخبار المروية عن الرواة العلماء في القرنين الثاني والثالث الهجريين، من أنهم نصّوا نصّاً صريحاً على أن بيتاً أو أبياتاً بعينها موضوعة منحولة.أسباب الانتحال في الشعر الجاهلي:
ويعدّ ابن سلام الجمحي من أشهر من نبّه إلى هذه القضية من العلماء السابقين ووضّح أسبابها ووضع تعليلاتها في كتابه "طبقات فحول الشعراء"، فذكر أن سبب الوضْع في الشعر الجاهلي هو ضياع القسم الأكبر منه، ويُرْجِع هذا الضياع إلى أسباب أهمها: عدم تدوين الشعر الجاهلي في كتاب، وتشاغل العرب عن روايته في صدر الإسلام، وقِدَم زمن أصحابه.أطراف الانتحال في الشعر الجاهلي:
ويرى أن فئاتٍ أربعاً كانت وراء عملية الانتحال في الشعر الجاهلي، هي: القبائل، والرواة، وأصحاب القصص والأسمار، والصُّحُفيون.ويتلوه في هذه المنزلة ابن هشام في كتابه "السيرة النبوية"، وكان اختصرها عن سيرة ابن إسحاق، فقد تعقّب ما أورده ابن إسحاق في سيرته، فاختصر بعضه، ونقد بعضه، وبيّن الشعر الفاسد الموضوع فأسقطه، وأوضح نقد العلماء له، وذكر روايات أخرى فات ابن إسحاق ذِكْرها.