الطابع البدوي للقصيدة الجاهلية.. تصوير الحياة البدوية ووصف الناقة والجمل والمدن والديار القديمة. كثرة الغريب والوحشي



الطابع البدوي للقصيدة الجاهلية:

تحدّث الشاعر الجاهلي عن الحياة البدوية في شعره، إذ تناول كل جانب من جوانبها فتحدّث عنه في تفصيل فقد صور ما في البادية من جبال ووهاد ومرابع خضر ونبات ووصف الآثار والدمن والسحب والأمطار والسيول ورسم مشاهد كثيرة لحيوانها وساق قصة لكل حيوان فيها، وصور حال هذه الحيوانات في أمنها وخوفها، وتحدّث عن المنازل والديار وارتحال أهلها ووصف قوافلهم وهوادج نسائهم وتابعها في سيرها، ورسم مخططاً لرحلتها مبيناً المواضع التي تنزل فيها والأماكن التي تمرّ بها، ووصف ما خلّفه الظاعنون من الحجارة والنؤي، ووصف الجدب والقحط، وصور حرّ الهاجرة وريح الشمال وجمد الشتاء ولفح السموم.

الشاعر ابن بيئته:

وقد استعار من هذه الجوانب البدوية تشبيهاته وصوره، واستمدّ مادته التي صاغ منها معانيه مما حوله من بيئته الصحراوية البدوية.
ولذلك فالشاعر لا يلفق معانيه ولا ينتحل صوره بل يتناولها من واقعه ومحيطه، وتعدّى ذلك إلى اللغة واستعمالاتها فقد كانت مرتبطة بالبيئة الجاهلية.
فوجوه الصور البلاغية ومجازاتها من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز كل ذلك متصل ومتأثر بحياة البادية وأحداثها وطبيعتها.

آثار الطابع البدوي في الشعر الجاهلي:

ومن آثار هذا الطابع في الشعر الجاهلي:
  • شدة تمثيله للبيئة البدوية، فقد ملأ الشعراء شعرهم بصور الحياة البدوية من وصف الناقة والجمل والمدن والديار القديمة.
  • بدء أغلب القصائد الجاهلية بذكر الأطلال ووصف الديار، لم يشذّ عن ذلك سوى عمرو بن كلثوم في معلّقته.
  • كثرة الغريب والوحشي، ولا شك أن ذلك مذهب العرب القدامى وحدهم لأثر البيئة البدوية الجافة الخشنة في عقولهم ونفوسهم.