معاهدة عام 1930 ودخول العراق عصبة الأمم.. تمتع القوات البريطانية في العراق بالإعفاء من الضرائب. إرسال المدربين العسكريين الى العراق وتدريب الضباط العراقيين في معاهدها



معاهدة عام 1930 ودخول العراق عصبة الأمم:

عهد الملك فيصل الأول إلى نوري السعيد بتأليف الوزارة فألفها في (23/ آذار 1930).
وكانت أهم المسائل التي ستأخذ الوزارة معالجتها هي المعاهدة الجديدة.
واتخذت الوزارة خطوات عديدة لمعالجة الأزمة الاقتصادية لكنها كانت غير حاسمة وسارع نوري السعيد الى حل المجلس النيابي والتأثير على الانتخابات وألف حزب سياسي سمي بـ(حزب العهد) وأصبحت صدى العهد الجريدة الناطقة بلسانه.

بنود معاهدة عام 1930:

بدأت المفاوضات بين الطرفين لعقد المعاهدة في 31 آذار 1930، ولم يواجه الطرفان أية صعوبات تذكر، إذ وقعت المعاهدة في (30 حزيران 1930) وتضمنت المعاهدة وملاحقها شروط قاسية في الأمور الآتية:

1- السياسة الخارجية:

وافق الطرفان على إجراء مشاورة تامة ويتعهد كلاً منهما بأن لا يتخذ سياسة تتنافى مع التحالف.

2- الدفاع:

تعهدت بريطانيا بأن تدافع عن العراق في حالة وقوع الحرب على أن يقدم العراق لبريطانيا في الأراضي العراقية جميع ما بوسعه من تسهيلات.

3- القواعد وحق المرور:

يتعهد العراق أن يؤجر لبريطانيا مواقع للقواعد الجوية وحصلت بريطانيا على حق مرور جيوشها عبر الأراضي العراقية.

4- الحصانات:

تتمتع القوات البريطانية في العراق بالإعفاء من الضرائب.

5- تدريب الجيش العراقي:

لبريطانيا الحق التام في إرسال المدربين العسكريين الى العراق وتدريب الضباط العراقيين في معاهدها.

6- التمثيل الدبلوماسي:

تقرر أن يستبدل المندوب السامي بمنصب سفير يتمتع بمركز الأقدمية الدائم بين الممثلين الدبلوماسيين الأجانب.

معارضة شعبية واستقلال شكلي:

قوبلت المعاهدة بالمعارضة الشعبية الواسعة ووصفت بأنها استبدلت الانتداب الوقتي بالاحتلال الدائم.
وقد دافع نوري السعيد على المعاهدة ولمقاومة المعاهدة وقع حزبا الإخاء الوطني والوطني وثيقة التآخي في ليلة 22/23 تشرين الثاني 1930 اعتبرت المعاهدة فاسدة وجائرة ويجب أن يحل المجلس النيابي.
وبعد تصديق المعاهدة وتبادل وثائق إبرامها أبلغت بريطانيا عصبة الأمم عن رغبتها إدخال العراق الى العصبة دولة مستقلة في (31/5/1931) وبعد مذكرات طويلة حول دخول العراق العصبة، قدم العراق تعهدات في 2/5/1932 فأعلن مجلس العصبة قبول العراق نهائياً في (3 تشرين الأول 1932) وبذلك أصبح العراق دولة مستقلة لكن الاستقلال كان شكلياً.

استقالة نوري السعيد ووفاة الملك فيصل الأول:

وبعدها قدم نوري السعيد استقالته في 27/10/1932، وفي ليلة 7/8/ أيلول 1933 توفي الملك فيصل الأول في مدينة برن في سويسرا في ظروف غامضة.
ومهما قيل في الملك فيصل فإن وفاته في مثل تلك الظروف الحرجة التي مر بها العراق كان أمراً مؤسفاً جداً لما عرف عنه من قدرة وقابلية في السعي للحصول على الاستقلال رغم العيوب الكثيرة التي رافقت معاهدة 1930.


0 تعليقات:

إرسال تعليق