شرح عبور الصراط المستقيم في رسالة الغفران.. السخرية في الوساطة ففاطمة الزهراء هي الوسيط الذي من خلاله تجاوز ابن القارح الصراط



عبور الصراط المستقيم

عندما كان الناس مجتمعين، وانتقل وغادر في المكان الذي كان فيه الجموع من الناس، ووصل الصراط وهو الصراط المستقيم.

عندما انتهى ابن القارح من تلك الجموع التي كانت يوم الحشر، قيل له هذا الصراط المستقيم وأن يعبر عليه وهو الذي يمر به الناس.

الصراط خال من الناس:

وجد ابن القارح هذا الصراط خاليا من الناس وهذا يدل على ان ابن القارح لا يجد من يرشده إلى كيفية العبور، فما دل العبور ولكنه لم يحفظ توازنه، وهنا سخرية من هذا الاعتقاد والإيمان بالصراط، ثم قالت فاطمة الزهراء ابنة الرسول (ص) لجارية أن تساعده ليعبر الصراط، فحاولت هذه الجارية ان تساعده وذلك عن طريق حمله ولكنها لم تستطع ذلك فكان يتساقط يمينا وشمالا.

زقفونة وعبور الصراط كالبرق:

فقال لها إذا تريد سلامته أن تحمله زقفونة وهذا القول يستعمل بالدنيا، أي بدأ يتراجع. فسألته ما يعني زقفونة، وهو أن تحمله على ظهرها وهو بطنه على ظهر الآخر ويديه على كتفه.

وقد ذكر الشاعر الجحجلول وهو شاعر غير معروف من كفر طاب (يدل على إلمام الشاعر) هنا حدث استطراد بكلمة زقفونة وشرحه لها. استشهد ببيت شعر للجحجلول.

كان ردها بأنها لم تسمع بهذه الكلمة إلى الآن فعبرت به الصراط كالبرق ( تشبيه) لم تكتف الزهراء أن تجيزه بل وهبته هذه الجارية كي تخدمه أي هدية له في الجنة.

السخرية في العبودية والوساطة:

هنا سخرية لاذعة جدا إذ أن المؤمنين لا يؤمنون بالعبودية، وفي الإسلام لا يقبل ان يكون هناك ظالم ومظلوم (السيد والعبد) إلا أن في الآخرة عبودية، فقد جعلها الجواري في الآخرة وهذا يتنافى في العدل.

فالعدل في الآخرة يجب أن يكون مطلقا، ونراه يسخر كذلك من حاجة الإنسان لشخص يخدمه في الجنة.

كذلك السخرية في الوساطة ففاطمة الزهراء هي الوسيط الذي من خلاله تجاوز ابن القارح الصراط. من هنا ومن غير المعقول أن تكون الآخرة بهذا الشكل صورة عن الواقع.