الوضع الديداكتيكي للتمثلات.. أخطاء ناتجة عن سوء فهم أو انعدام القدرة على الفهم الصحيح تترك جانبا ويخضع المتعلمون تكثيفا دراسيا

لطالما اعتبرت تمثلات المتعلمين وكأنها مجرد أخطاء ناتجة عن سوء فهم أو انعدام القدرة على الفهم الصحيح، ولذلك تترك جانبا ويخضع المتعلمون "تكثيفا" دراسيا حتى يتجاوزوا حاله لسوء الفهم التي يعانون منها.

ديداكتيكيا أصبح أمر التعامل مع تمثلات المتعلمين مسألة في غاية  الأهمية باعتبارها "نظريات" مسؤولة، بصورة أساسية على طريقة تصور وفهم وإدراك المتعلمين لما يعرض عليهم من أنشطة ومعلومات ومفاهيم.
 
ما العمل إذن إزاء التمثلات؟
حتى في حالة اعتبار التمثلات كنسق تفسيري شخصي مسبق، لا بد من طرح السؤال: كيف ينبغي أن تتعامل مع هذه التمثلات قبل البدء في بناء المفاهيم العملية مع المتعلمين؟

يقترح كيرلان Kerlan القيام أولا بحصر التمثلات الموجودة لدى  المتعلمين.

وتنطلق فيما بعد في عملية بناء المفهوم محددين الأنشطة التي يستوجب تنفيذها لوضع قطيعة ( تعديلات، إعادة بناء...) أو اتصال.
كما يمكن أيضا النظر إلى التمثلات كعمليات لبناء المعارف، ومن تم يهتم  البحث بالعلاقة والاختلافات القائمة بين التمثلات والمعرفة العلمية.

فعلى سبيل المثال، عندما نطرح السؤال على المتعلمين في المستوى الابتدائي، عن وضع الجنين في بطن والدته، نفاجأ بأجوبة تعكس، في الواقع، التمثلات التي ترسخت لديهم: هناك من يربط موضع الجنين  ضمن الجهاز الهضمي للأم نظرا لحاجته إلى الغذاء، ومنهم من يجيب بأنه موجود في البطن دون تحديد...

علينا، نحن كمدرسين أن لا نضع هذه التمثلات موضع لأخطاء فنهملها لندلي بدلها بجوابنا العلمي، بل لابد من التعامل معها، أولا كتفسيرات مغروسة فعلا  في ذهن الطفل، والحاجة التعلمية تدعو إلى تصحيحها و إزاحتها، باعتبارها تمثلات معيقة، قد تحول دون فهم و بناء  المعرفة أو المعلومات العلمية حول موضوع التعلم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال