تقنيات الكشف عن التمثلات.. الاستمارة والمقابلة الإكلينيكية. الروائز الاسقاطية كتأويل الرسوم. الاختبارية المنطقية. البنائية

يمكن اللجوء، في عملية الكشف عن التمثلات التي توجد لدى المتعلمين إلى تقنيات بحثية متعددة ومتنوعة، نذكر من بينها على سبيل المثال: الاستمارة والمقابلة الإكلينيكية clinique، والروائز الاسقاطية كتأويل الرسوم...

بعد رصد هذه التمثلات بواسطة تقنية معينة من التقنيات المذكورة، تأتي الخطوة الثانية وتتمثل في محاولة تحديد ظروف وشروط التعبير عنها.

الاعتبارات الديداكتيكية للتمثلات:
إن دراسة تمثلات المتعلمين ليست مجرد عملية صادرة عن وجهات نظر شخصية، بل إنها تنطلق أساسا من مواقف إبستمولوجية وإسيوكولولجية محددة، تتخذ في سياقها التمثلات وضعا معينا، إما بكونها أخطاء أي معرفة ما قبل علمية، أو معيقات تحول دون بناء  معارف جديدة، أو معارف أولية قد تشكل أساسا للمعرفة الجديدة.

وأهمية التعرف على الخلفيات الإبستمولوجية للدراسات المهتمة  بالتمثلات تكمن في كونها تفصح إلى حد بعيد عن نوعية المقاربة  الديداكتيكية و البيداغوجية التي ستحدد نمط التعامل معها ومع حاملها، أي الـمتعلم.

وفي هذا السياق أبرز أبيمبولا (Abinbola (1988 أن هناك مدرستان إبستولوجيتان تميزان أنماط المقاربات الديداكتيكية والبيداغوجية  لمفهوم التمثلات:

أولا- الاختبارية المنطقية empirisme logique
وترى أن المعرفية العلمية تتطور بشكل خطي، فكل نظرية جديدة هي إكمال وتتميم لـما سبقها من نظريات.
والجديد العلمي هو بالدرجة الأولى خلاصة لملاحظات و تجارب متنوعة.

في هذا الإطار، ينظر إلى التمثلات كمعارف دون المعرفة العلمية،  إنها "أخطاء" أو "اعتقادات خاطئة" أو تصورات مخطئة على حد التعبيرات المفضلة لدى الاختباريين.
 
ويترتب عن هذا المنطلق من الناحية الديداكتيكية، البحث عن سبل وطرق معينة لتصحيح، مثل تلك التصورات المخطئة الموجودة لدى  المتعلمين والتشبث فقط بتقنيات الملاحظة والتجربة باعتبارها السبل الكفيلة بالوصول إلى المعرفة العلمية الدقيقة.

ثانيا- البنائية Constructivisme
المعرفة العلمية تتطور وفق قفزات ثورية تتمثل في إعادة تنظيم داخلي للمفاهيم و التصورات النظرية.

ومن هنا ينتفي التطور الخطي للعلم الذي ينطلق من مفهوم تراكم المعرفة، ليحل محله مفهوم البناء أو إعادة  البناء التي يدل على أن تطور العلم هو تطور نوعي يقلب الإشكاليات ويعدلها، ويسفر عن بناءات معرفية جديدة.

وبعد التفاعل بين العقل والواقع، بين النظرية والتجربة، بين الذات والموضوع، أحد الآليات الأساسية لبلوغ تلك البناءات.

من هنا، يمكن اعتبار التمثلات، معارف، تستوجب التعامل وفق موقفين:
- موقف يعتبرها معارف معيقة لا بد من إعادة النظر فيها أو حتى تحطيمها.
- موقف ينظر إليها كمعارف جزئية بدائية شائعة قد تعين على بناء المفاهيم العلمية الجديدة.

وفي الترسيمة التالية ملخص للتوجهات الإبستمولوجية إزاء مفهوم التمثلات مرتبطة بالإختيارات الديداكتيكية والبيداغوجية المترتبة  عنها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال