دور علوم الآثار والتاريخ في حماية البيئة.. إلقاء الضوء على تاريخ تطور الإنسان الحضاري والاجتماعي وعلاقة الإنسان بالوسط المحيط وبالكائنات الحية



دور علوم الآثار والتاريخ في حماية البيئة:

لقد حظي علم الآثار البيئي Environment Archaeology باهتمام كبير في الفترة الأخيرة، نظراً إلى أهميته وأهمية النتائج التي توصل إليها في دراسة التغيرات البيئية في مناطق مختلفة من العالم.

وهذا العلم يفيدنا في دراسة نوعية هذه التغيرات وأسبابها الطبيعية والبشرية، وآثارها على البيئة ومكوناتها، بما في ذلك أثارها على الإنسان والمجتمع البشري، وعلى تطور الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية.

المنهج التاريخي ودراسة البيئة:

أضف إلى ذلك أنه من دون معرفة تاريخ أي منظومة بيئية - جغرافية وماضيها فإنه لا يمكن فهم حاضرها ومستقبلها، ولذلك فإن المنهج التاريخي يساعد في دراسة البيئة.

ويرى البعض أن تاريخ البيئة Environment History هو ميدان جامع للتخصصات حقاً، ذو أبعاد ليس في التاريخ وعلم الآثار والجغرافية وحسب، وإنما أيضاً في علوم الأرض والعلوم البيولوجية والطبية، وهو ميدان تمخض عن واحد من أقدم التحالفات بين التخصصات في الزمن الأكاديمي الحديث، وهو التحالف بين الجغرافية والتاريخ، حيث يوجد التاريخ على الحدود بين العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية، وتوجد الجغرافية على الحدود بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية.

التفكير البيئي:

إن التاريخ الطبيعي ميدان مهم للدراسات البيئية لأنه يلقي المزيد من الضوء على تاريخ تطور الإنسان الحضاري والاجتماعي، وعلى علاقة الإنسان بالوسط المحيط وبالكائنات الحية، وتطور هذه العلاقة، والتغيرات التي رافقتها بالنسبة للإنسان من جهة، وللبيئة ومكوناتها من جهة أخرى.

وهذا يقود أو يؤدي أو يجب أن يقود إلى أخذ العبر من ذلك، أو على الأقل يقود إلى نوع جديد من التفكير يمكن تسميته بالتفكير البيئي.

سيادة الإنسان في الطبيعة:

وهذا يعطي امتيازاً يمكن من استباق الحوادث، أو الكوارث، والتحذير من النتائج التي يمكن أن تنتج عنها، والدرس المهم الذي يمكن تعلمه من خلال ذلك هو أن الإنسان جزء من الطبيعة، وأن بقية الطبيعة لم توجد لكي يستغلها الإنسان كيفا شاء، رغم إدعاء البعض أو رغبة الكثيرين بسيادة الإنسان في الطبيعة.