العلاقة بين علم الجغرافيا وعلم البيئة.. الجغرافيا هي علم ارتباط الإنسان بالبيئة وتضم كل ما يتعلق باستخدام الطبيعة بما في ذلك حماية الطبيعة وحماية الوسط المعيشي للإنسان، وتأثير الإنسان في الوسط المحيط



العلاقة بين علم الجغرافيا وعلم البيئة:

إن العلاقة بين البيئة والجغرافيا قديمة جداً، وقد أخذت الأفكار الجغرافية المتعلقة بالنواحي الإيكولوجية ضمن الإطار الجغرافي تتطور تطوراً سريعاً منذ بداية القرن العشرين.
ويرى هكسلي (Huxely. J) أن الجغرافيا هي علم ارتباط الإنسان بالبيئة.
وبحسب بعض الآراء فإن الجغرافيا تضم كل ما يتعلق باستخدام الطبيعة بما في ذلك حماية الطبيعة وحماية الوسط المعيشي للإنسان، وتأثير الإنسان في الوسط المحيط.

البعد الطبيعي والبعد البشري:

إن الجغرافيا بوصفها علماً للمكان تؤكد العلاقة الوثيقة بين الجغرافيا والبيئة والتفاعل المتبادل بين الإنسان والبيئة، وهذه المواضيع عالجتها الجغرافيا منذ البداية من خلال رصد وتحليل الظاهرات المختلفة الناتجة عن تداخل وتشابك عناصر البيئة، وعلاقة الإنسان بها: (البعد الطبيعي والبعد البشري).
كما أن الجغرافيا بوصفها علماً مكانياً يتميز بخاصية فريدة تميزه من بقية العلوم في دراسة البيئة باعتبارها تتصف باختلافات مكانية، وتأثيرات متبادلة بين مختلف مكوناتها وعناصرها.

وفي الحقيقة فإنه وبحسب جولد، فإن التفكير في القرن الحادي والعشرين على أنه (قرن المكانية)، أو قرن المنظور المكاني Spatial Century أمر ممكن أو غير مستحيل.
وهذا يعني بالمفهوم العلمي أن كل قرار يتعلق بالتخطيط لا ينطوي فقط على وقت الخطة، بل هناك دائما موقع توجد فيه الخطة الموضوعة في مكان معين يكون محدداً بطرق متعددة قبل صدور القرار.

فروع علمية تهتم بالدراسات البيئية:

وفي الجغرافيا يوجد عدد من الفروع العلمية التي تهتم بالدراسات البيئية وبالتغيرات التي تتعرض لها البيئة، والعواقب الناتجة عن ذلك سواء أكانت هذه التغيرات طبيعية أم بشرية.

فمثلا الظروف المناخية كالحرارة والرطوبة والحرارة، تحدد إلى درجة كبيرة الملامح الحيوية للبيئة، وكذلك بالنسبة لشكل سطح الأرض (اللاندشافت) حيث يكون للارتفاع وشدة الانحدار والاتجاه الخ.. دور مهم في تحديد هذه الملامح من خلال تأثيره في خصائص التربة، والأمطار، والحرارة، وغيرها.
ويعرف هارلن باروز (Barrows 1923م) الجغرافيا، بأنها تهتم ببحث الطرق التي يكيف بها الإنسان نفسه وفعالياته لظروف البيئة الطبيعية وتحليلها.

الجغرافيا الحيوية وعلم البيئة:

وقد رأى أن الجغرافيا في حقيقتها هي إيكولوجيا بشرية (Human Ecology) تركز على العلاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وهذا ما يراه  اكرمان (Akerman 1972م) حيث عرف الجغرافية، بأنها العلم الذي يدرس العلاقة بين الإنسان والبيئة.

ومن أبرز رواد هذا الاتجاه وأقدمهم الجغرافي الأمريكي كليمنتس (Klimentes 1916)، الذي اهتم بدراسة العلاقة بين الجغرافيا الحيوية وعلم البيئة، وكذلك الجغرافي الإنكليزي سيمونز (I.G.Simmons)، الذي اهتم في مؤلفاته بالعلاقة بين الإنسان والبيئة، والتغيرات التي تطرأ على النظم البيئية بفعل الإنسان، وكان للجغرافي الفرنسي ماكس سور (Max Sorres) اهتمام كبير بالعلاقة بين الجغرافية والبيئة، وتجلى ذلك في كتابه الأسس البيولوجية للجغرافية البشرية.
 وقد رأى الجغرافي الألماني هانس بوبيك (Hans Bobek)، أن مجال اهتمام الجغرافيا يتمثل في منطقة التقاء القشرة الأرضية، والغلاف الحيوي، والغلاف الغازي عند سطح الأرض، أي الوسط أو البيئة التي يعيش فيها الإنسان.