بالنسبة للعلاقة بين النقد الفاحص Critique والنقد الأدبي Criticism فقد حاول كون ديفير Con Davis و "شلايفر" Schleifer أن يبحثاها متخذين لها عنوان التعلم الشاق Terrible learning لكى يضعا أيديهما على المعنى Double learning of critique المزدوج لتعلم النقد Critique.
ذلك المعنى الذي يمثل رعباً للأنماط النقدية المتاحة والآليات النقدية المعطاء، ويقاوم فى الوقت نفسه، لا تقليدية الوضعية العقلية Traditionalisms of rational positivism.
يرى الباحثان أن النقد الفاحص Critique يضع نفسه بين تعلم الفلسفة الوضعية Positivism وبين الأفكار المعطاة التى أطلق عليها فراي المعرفة الرقيقة أو الرهيفة Delicate learning للثقافة.
فالنقد يجعل "عقل" الوضعية من جهة ولطف الثقافة من جهة أخرى يتعرضان للقضايا والتساؤلات الأساسية التى تحاول استنطاق الشكل الكامل للحياة الاجتماعية ومن ثم يكون النقد الفاحص Critique مؤدياً مهمته التى لا تتوقف وهذه المهمة تتركز فى مساءلته الدائمة وجدله المستمر مع الثقافة Critique is always questioning.
ويتضمن النقد الثقافي الفاحص Cultural critique الدراسات الأدبية فى القرن العشرين حيث تكون أكثر قوة، وعندما يضع الأدب فى مكانه باعتباره ظاهرة ثقافية Cultural phenomenon تتطلب التعلم الشاق للنقد الفاحص.
وهذا الوضع يجعل الأدب أكثر أهمية وأكثر قوة لإدراكنا لأنفسنا وتحليلنا لذواتنا وعلاقاتنا بين بعضنا البعض، وثقافتنا التي نتشارك عناصرها، ويمكننا تصور تحولها.
وهذا المزج بين إدراك Understanding وتحول Transformation النقد الثقافى الفاحص Cultural critique يخلق نوعاً من التعلم الشاق يمثل مفهوماً للنقد الفاحص بالنسبة للنقد الأدبى حين يتم فهمه نقداً ثقافياً فاحصاً.
ويعد مفهوم النقد الفاحص Critique من المفاهيم الأساسية والمصطلحات المركزية فى فلسفة ما بعد التنوير Post-Enlightment وفى دراسة الثقافة والمؤسسات الثقافية وكذلك الأدب.
