العولمة والتعليم الجامعي.. امتلاك العلم والتكنولوجيا وتوافر القاعدة الفكرية التى تهيئ لنا مناخا اجتماعيا لمواكبتها ويتوافر فيه العقلانية والديمقراطية

لقد كان لبروز ظاهرة العولمة، وما نتج عنها من تأثيرات حضارية واقتصادية أثره فى توجه العديد من الدول المتقدمة لإعادة النظر فى سياسات التعليم الجامعى بها.

ومن بين المراجع التى تطرح رؤى نقدية للتعليم الجامعي في ظل ما يتطلبه التعامل مع ظاهرة العولمة كتاب من تحريرجان كورى وجانس نيوسون Currie, J. & Newson J، حيث عرضا للعديد من الدراسات حول سياسات التعليم الجامعى فى ظل ظاهرة العولمة فى عدة دول أوربية وأمريكا وكندا واستراليا.

وقد بات التعامل مع ظاهرة العولمة يتطلب امتلاك أدواتها من علم وتكنولوجيا، وأيضا ضرورة توافر القاعدة الفكرية التى تهيئ لنا مناخاً اجتماعيا يساعد على مواكبتها، ويتوافر فيه العقلانية والديمقراطية، بحيث يفرز لنا عقلا جديداً قادراً على التواجد بالفعل فى عصر تتحول فيه العولمة إلى هيمنة ثقافية واقتصادية.

ولا يجدي لإعداد هذا العقل محاولات الإصلاح الجزئي لبرامج أو سياسات التعليم الجامعي، وإنما بات الأمر يتطلب حركة ثقافية متعددة ومتكاملة الأبعاد، على أن تكون الجامعة في قلب هذه الحركة، ويقتضي هذا من الجامعة التواجد داخل المجتمع والاشتباك والتفاعل مع كافة المؤسسات، وخاصة تلك التى لها دور فى إعداد هذا العقل المنشود.