إقامة تحالفات وشراكات بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية.. تعميق ترابط مؤسسات التعليم العالي بقطاع الإنتاج والخدمات وخلق قنوات تواصل مع مؤسسات المجتمع



لقد ساعد توجه نظم التعليم الجامعي في العديد من دول العالم المتقدم على إقامة علاقات تحالف وشراكة في إحداث تطوير في أدوار وأنشطة جامعات هذه الدول.

ولعل تجربة التعليم الجامعى الامريكي تعطى لنا العديد من الدروس من خلال تجاربها المبدعة فى التحالفات التى أقامتها جامعاتها مع الشركات الكبرى.

كما أصبح الأخذ بهذا الاتجاه محل تأكيد اللوائح المنظمة للسياسة التعليمية الجامعية في بعض الدول، ومن الأمثلة على ذلك ما نصت عليه المادة 5.25 من لائحة أهداف التعليم العالي في انجلترا، والتي صاغتها اللجنة الوطنية الانجليزية في عام 1997.

كما أكد تقرير اللجنة أيضا على ضرورة تغيير التصور الذى يرى أن التطوير التكنولوجى يتبع خطا مستقيما يبدأ من البحث ثم يتجه إلى التطبيق.

فالعلاقة يبين الطرفين أصبحت علاقة تفاعلية، و يفرض هذا على مؤسسات التعليم العالى ضرورة البحث عن السبل الأكثر فاعلية لعلاقتها بالمؤسسات الصناعية والخدمية والتجارية".

وجدير بالذكر أن منظمة اليونسكو قامت خلال الفترة من عام 1990 إلى عام 1995 بحملة واسعة لدارسة وتحليل التحديات التى تواجه التعليم العالى فى علاقته بعالم العمل.

وخلصت اليونسكو من دراستها لهذه التحديات إلى ضرورة وأهمية عقد تحالفات وقيام شراكات بين مؤسسات التعليم العالى والمؤسسات المجتمعية الأخرى.

كما أصدرت اليونسكو عام 1995 وثيقة تعد خلاصة لنتائج وتوصيات 27 مؤتمرا  عاما، أكدت فيها على دور التعليم العالي في النمو الاقتصادى وتطبيق خطط واستراتيجيات التنمية من خلال ما يقوم به فى مجالات التعليم والتدريب والبحث والخدمات.

وأصدرت اليونسكو من أجل ذلك وثيقة إعلان باريس عام 1998، عنوانه "الرؤية والعمل" ونص فى مادته السادسة على ضرورة التلاؤم بين التعليم العالى وعالم العمل، من خلال مزيد من توثيق الروابط بين مؤسسات التعليم العالى ومؤسسات العمل المختلفة.

وتمهيداً للمشاركة فى الإعداد لوثيقة باريس "الرؤية والعمل"، عقدت الدول العربية مؤتمرا، بعنـوان :" أى تعليم للعالم العربى فى القرن الحادى والعشرين".

وأسفرت مناقشات هذا المؤتمر عن صياغة إعلان بيروت حول التعليم العالي فى الدول العربية للقرن الحادى والعشرين.

وتضمن الإعلان خطة عمل كان من أهم محاورها التأكيد على ضرورة خلق قنوات تواصل فعالة بين مؤسسات التعليم العالى ومؤسسات المجتمع المختلفة.

ونلمس التأكيد على ذات القضية فى توصيات كافة المؤتمرات التى عقدها مركز تطوير التعليم الجامعى بجامعة عين شمس منذ عام 1994 وحتى مؤتمره الأخير فى ديسمبر من عام 2002. وكذلك فى توصيات مؤتمر تسويق خدمات التعليم الجامعي والذي عقده المجلس الأعلى للجامعات عام 1997. وفى توصيات مؤتمر تطوير التعليم الجامعى والذى عقد بجامعة القاهرة وعقد فى مايو 1999.

كما كانت هذه القضية محل اهتمام وتأكيد الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم العالى والصادرة عن المؤتمر القومى للتعليم العالى والذي عقدته وزارة التعليم العالى فى عام 2000، حيث خصصت الاستراتيجية لهذه القضية المشروع السابع عشر، والذى عنوانه تعميق ترابط مؤسسات التعليم العالي بقطاع الإنتاج والخدمات".