قرى المسافر عند عرب الجاهلية.. قرى الضيف من أعظم المآثر والمفاخر القبلية. أشعار الطفيل الغنوي وعمرو بن الأهتم



كان التنقل في الصحراء يُعرّض المرء للهلاك، إذا ما نفـد زاده.
فقد واجهوا جَدْبَ الصحراء بالسَّخاء والبذل، وعدّوهما واجبا أَخلاقيا وعدّوا الإخلال بهما جريمة أخلاقية.

وقد أصبح قرى الضيف من أعظم المآثر والمفاخر القبلية.
ومن العجب أن هذا البدوي الذي كان ينتهز كل سانحة للغزو والسلب مُعَرِّضاً حياته للقتل في سبيل ذلك.

كان إذا نزل به ضيف انقلب رجلاً مسالماً مضيافاً ودوداً، يرعى حقّ ضيفه، ولا يفكر في الاعتداء عليه، ولا في مدّ يد الأذى إليه.

قال الطُّفيْلُ الغنويُّ:
فراشي فراش الضّيف والبيْتُ بيتهُ ولم  يُلهـني عنه غزالٌ مقنّعُ
أُحدّثه إنّ  الحديـث مـن  القِرى وتكلأُ عيني عينه حين يهجعُ

وقال عمرو بنُ الأهتم:
أُضاحكُ ضيفي قبـل إِنزالـه رَحْلـِهِ ويخصب عندي والزّمانُ جديبُ
وما الخصبُ للأضياف أنْ تكثر القِرى ولكنّمـا وجـهُ الكريم خصيب