فوضى غزو العراق وتداعياته السياسية والأمنية.. تصفير خبرات وقدرات الجيش العراقي عبر التصفية الجسدية والتهجير ومصادرة الممتلكات والتجويع والاعتقالات والتعذيب والقتل



استنزفت الحروب الاستباقية الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من قدراتها العسكرية والاقتصادية وعرضت الشرق الأوسط والمشرق العربي لتهديدات ومخاطر مركبة أبرزها صراع الأطماع الإقليمية على التركة العربية, خصوصا بعد فوضى غزو العراق وتداعياته السياسية والأمنية, لقد جرفت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران معا الدولة العراقية وصفرت قدراتها العسكرية وقد كانت القوات المسلحة العراقية السد العالي ضد طوفان الأطماع والتهديدات الأجنبية والإقليمية, وهي العنصر الصلب في معادلة التوازن ومنظومة الأمن القومي العربي, وقد تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية الأعراف المهنية والقوانين الدولية ومنها اتفاقيات جنيف, عندما سمحت لدولة إقليمية خاضت حرب ضد العراق وعبر زعانفها السياسية محاكمة أسرى الحرب من قادة الجيش العراقي, ونمط محاكمات سياسية وكيدية, وتجريم الوقائع الحربية والتهديدات التي كان يتعرض لها العراق اينذاك, ولم تكتفي بذلك بل تركت الباب مفتوحا لتصفير خبرات وقدرات الجيش العراقي عبر التصفية الجسدية والتهجير ومصادرة الممتلكات والتجويع والاعتقالات والتعذيب والقتل تحت مسمى الجثث مجهولة الهوية (منزوعة الهوية) ونفذت تلك المجازر من قبل مليشيات مرتبطة بأجهزة المخابرات الإيرانية وموشحه بلباس الدولة الحالية, بل وحرصت على حرمانهم من الحقوق الاعتبارية والمعنوية والمالية المنصوص عليها دوليا, بينما انيطت مقدرات العراق السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية إلى مليشيات امتهنت اللصوصية وقطع الطرق والقتل والعمليات الإرهابية والعمالة للأجنبي وقد وشحت اليوم بصبغة سياسية وتعد هذه الوصاية أبرز خطيئة ستراتيجية ارتكبتها امريكا بحق العراق, لقد كان تصفير قدرات العراق العسكرية مطلب ستراتيجي إقليمي لملء الفراغ في العراق.


ليست هناك تعليقات