غزو العراق خطأ ستراتيجي يقود إلى خطيئة.. غياب القدرة القيادية وصنع واتخاذ القرار الوطني ومعالجات الأزمات والملفات السوداء التي أوجدها الاحتلال المركب للعراق



اعتبر المحللين والخبراء أن غزو العراق عام 2003 يعد من أكبر الأخطاء الستراتيجية التي ارتكبتها امريكا والغرب بحق العراق, وقد صنفها الرئيس الأمريكي اوباما بـ "حرب الخيار" ليجعلها من الأوليات المتأخرة, وقد أغفل عامل مهم لأنها كرة الثلج قد كبرت وأصبحت "خطيئة ستراتيجية" تحتاج إلى أسبقية خاصة في المعالجة, ما لم يكن هناك "تحالف مسئولية" يفضي لتجزئة المنطقة بالكامل وفق النموذج العراقي الشاذ الذي يعمم فوضى المليشيات بدلا من الدولة والنظام, لقد قدم الكثير من الخبراء والمحللين ومراكز الدراسات الأمريكية أبحاث ودراسات لترقيع الخطيئة العراقية, وغالبيتها غير واقعية لتتناسب مع البيئة السياسية والاجتماعية العراقية وتتجه إلى المرفنة والتخدير وليس العلاج الجذري , متجاهلين حقيقة التشضي السياسي وأساليب القضم الجيوبولتيكي الإقليمي, وبذلك نوصف المشهد السياسي العراقي المضطرب وملامحه الدموية وسماته المليشياوية بعيدا عن دولة مؤسسات أو قانون أو ديمقراطية كما يحاول أن يوصفها البعض من السياسيون الجدد وفق شعارات الدعاية الانتخابية , ولابد أن نسميها "الخطيئة الستراتيجية" نظرا للحقائق الجيوسياسية ذات المنحى الستراتيجي الذي يشكل تجزئة وفوضى العراق الهدامة رقما يصعب تطويعه في معادلة استقرار العراق والأمن القومي العربي ومعادلة التوازن الدولي , وباتت من المسلمات الكارثيه شكل الدولة الشاذ "البرايمرية" وهشاشة الطبقة السياسية كخليط غير متجانس فكريا وعقائديا وسياسيا وطبقيا, والتي شكلت المشهد السياسي الدموي الفاسد, وتجاهلت امريكا عدم تجانس تلك الورش مع البيئة الوطنية والمنظومة القيمية العراقية مهما طال الزمن , كون الكثير من (الأحزاب, المنظمات , الأشخاص) لم يخرج من رحم العراق ومعاناته وليسوا سوى زعانف وأوراق ضغط مخابراتية مليشياوية أجنبية وإقليمية طامعة, واستخدمت كرخ في لوحة الشطرنج الحربية ضد العراق قبل الغزو, وهذا يعطي انطباع لغياب القدرة القيادية وصنع واتخاذ القرار الوطني ومعالجات الأزمات والملفات السوداء التي أوجدها الاحتلال المركب للعراق, وشهدنا قيام القوات المسلحة الإيرانية قبل أيام باحتلال أبار الفكه العراقية التي تقع في أراضي وطنية عراقية بالقوة, ولم يكن غريبا المواقف الشاذة وطنيا لعدد كبير من الطبقة السياسية وزعانفها الوزارية ومفاصلها المؤسساتية وكذلك رئيس الحكومة لتسطيح وتسفيه ونفي هذا العدوان العسكري على الأراضي والثروات العراقية وهي تمس السيادة العراقية والأمن القومي العراقي والعربي والإقليمي , ويعد قانونيا عملا عسكريا عدوانيا, ووطنيا احتلال لأراضي عراقية, وسّوقيا الاستيلاء على ثروات وطنية ملك للشعب العراقي يفترض حمايتها,وإستراتيجيا ثروات ترتبط بشبكة المصالح الدولية , وهناك الكثير من علامات الاستفهام والتكهنات لمستقبل شعب العراق وشعوب المنطقة في ظل تلك الخطيئة وتشظي الفوضى الهدامة , خصوصا مع حرب تصفير مقومات القدرة العربية الشاملة ومنها القدرة العسكرية العراقية, وتجريف عناصر القوة معنويا وتنظيميا وبشريا وقيميا, نعم انه مخطط تصفير قدرة العراق العسكرية ومنظوماته القيمية الوطنية وضرب البني التحتية الاجتماعية باستخدام أساليب القضم الجيوبولتيكي تمهيدا لملء الفراغ الايراني في العراق.


ليست هناك تعليقات