خصائص مقامات أبو القاسم الحريري.. كثرة المترادفات ومعاقبة الجمل على المعاني أو الإكثار من الشعر وفيه القصائد التي يشرح بها



خصائص مقامات أبو القاسم الحريري:

يبدأ الحريري مقاماته بإسناد الكلام إلى روايتها الحرث بن همام ولكنه لا يقتصر كالبديع على قوله حدثنا بل يميل إلى التغيير في بدء كل مقامة.
فينتقل بين حدث وروى وحكى وأخبر وقال.
وكان مكدي بطل مقاماته هو أبو زيد السروجي.

التعلق بالحواضر والإبداع البلاغي:

والحريري في مقاماته أكثر تعلقا بالحواضر من بديع الزمان فما يكاد يخرج إلى البادية إلا في واحدة منها أو اثنين ومقاماته في الغالب أطول من مقامات أستاذه، بيد أن طولها لا يعود على اتساع الفن القصصي فيها وإنما على اجتماع خبرين في مقامة واحدة أو على فيض الألفاظ وكثرة المترادفات ومعاقبة الجمل على المعاني أو على الإكثار من الشعر، وفيه القصائد التي يشرح بها أو يزيد أحواله ويقص إخباره وللحريري لغة متينة قصيرة الجمل يقطعها تقطيعا موسيقيا، فما تتعدى جملته الكلمتين أو الثلاثة فلما زادت بلغت الخمس أو الست وهو في إنشائه بادئ الصنعة ظاهر التكلف يتعمد الغريب ويسرف في استعماله ويفرط في اصطناع المجاز والتزيين حتى تجف عبارته ويمل ماؤها ويعبر مساغها.

شبيهة بالألعاب النارية الجميلة:

ومن أراء العلماء أيضا:
يقول بروكلمان في تاريخ الأدب العربي: (هذه المقامات آخر ما تفتق عنه العقل العربي، فهي شيء يبهر العيون ويسحر العقول لحظة كالألعاب النارية الجميلة، غير أنها عقيمة عديمة الجدوى كتلك الألعاب سواء بسواء).

عبقرية اللسان العربي:

يقول نكلسن: حينما وصف مقامات الحريري قائلا: (ولا يمكن للأوروبيين ألا يروا القليل من المزايا أو الذوق في الصور اللفظية كالتورية، والتقفية والجناس في أول الكلمة... تلك التي رصعت بها صفحات (المقامات) ترصيعا كثيفا... ولكن عدم اصطبارنا على مثل هذه الأشياء يجب ألا يعمى بصائرنا عن حقيقة أنها متصلة اتصالا وثيقا بعبقرية اللسان العربي وتقاليده).