غواصات الحرب الباردة في مضيق جبل طارق.. الغواصات السوفياتية والأمريكية دائمة المناوشات في إطار الردع النووي لكسب مناطق نفوذ أكبر تحت الماء



عبور الغواصات النووية لمضيق جبل طارق ليس وليد اليوم، بل يعود إلى عقود خلت عندما كانت الحرب الباردة في أوج اشتعالها. ووفق التقارير العسكرية الغربية، فإن الاتحاد السوفياتي كان يمارس حربه الباردة قلبا وقالبا، أي أنه كان يعتمد بشكل كبير على البحر، وخصوصا على غواصاته النووية التي تجوب أصقاع العالم، وكانت دائمة العبور لمضيق جبل طارق، الذي كان يعتبره السوفيات الممر الضروري الذي لا غنى عنه.
وتشير هذه التقارير العسكرية إلى أن الردع النووي تحت الماء كان على درجة كبيرة من الإثارة بالنظر إلى أن الغواصات السوفياتية والأمريكية كانت دائمة المناوشات في ما بينها، ليس فقط من أجل كسب مناطق نفوذ أكبر تحت الماء، بل أيضا بسبب محاولة كل طرف معرفة درجة التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصلت إليه الغواصات المنافسة، خصوصا مع دخول الغواصات عهد الطاقة النووية منذ سنة 1954، ودخول الاتحاد السوفياتي منافسة محمومة مع الأمريكيين لصنع غواصات أكثر تطورا، وهكذا شهدت أعماق البحار حربا لم يرها أحد كانت تشبه مطاردة الحيتان لبعضها البعض، وشهد مضيق جبل طارق جزءا كبيرا ومثيرا من هذه المناوشات.


ليست هناك تعليقات