معيقات الحياة المدرسية.. معيقات ديداكتيكية. معيقات إدارية. معيقات مادية وبشرية. معيقات اجتماعية. إشراك الجميع في اتخاذ القرارات في المجال التربوي التعليمي



تفعيل الحياة المدرسية:

يكاد يجمع المتتبعون للشأن التربوي على أهمية تفعيل الحياة المدرسية انطلاقا من الرغبة الملحة في تجاوز واقع ما فتئ يفرز ظواهر مرضية تعمل على تدمير المجتمع وقطع روابط الألفة والتعايش والمحبة، وسعيا وراء تعميق الوظيفة التربوية والاجتماعية للمدرسة، من خلال إحلال بدائل تعليمية– تعلمية تساعد المتعلمين على اتخاذ مواقف إيجابية اتجاه أنفسهم واتجاه الآخر وإثارة الطموح لديهم، وتحسيسهم بالمسؤولية، وتشجيعهم على التعاون والتكافل والقبول بالآخر بعيد ا عن كل تعصب وانغلاق.

معيقات الحياة المدرسية:

إلا أننا بالمقابل نقر بوجود مجموعة من العراقيل والمعيقات المتنوعة التي تحول دون ترجمة مضامين المذكرات والنشرات إلى واقع ملموس.
وقد حدد الدكتور جميل حمداوي جملة من المعيقات وصنفها كالتالي:

- معيقات ديداكتيكية:

وهي المعيقات ذات الصلة بالمناهج وطرق التدريس التي لازالت تركن إلى النمط التلقيني، في غياب تام للجانب التنشيطي.
ولعل ما يعزز هذا الطرح الغياب الشبه التام للكفايات التنشيطية داخل الكتاب المدرسي، وحتى وإن وجدت، فهي إشارات عابرة لا تدخل في صميم الممارسة اليداكتيكية؛

- معيقات إدارية:

في هذا السياق يرى الدكتور جميل حمداوي أن ضعف المبادرة لدى الفاعلين التربويين، وعدم وجود منشطين مختصين، وغياب التحفيز وانعدام وقت الفراغ، كلها عوامل تجعل من الفعل التنشيطي الاستثناء وليس القاعدة.

- معيقات مادية وبشرية:

وهي معيقات مرتبطة بضعف الإمكانات المادية والبشرية المرصودة. فتفعيل الحياة المدرسية رهين بتوفر الدعم اللوجستي من جهة والكفاءات البشرية من جهة أخرى.
إن افتقار المؤسسات لقاعات التشخيص المسرحي، وورشات الرسم والفنون التشكيلية الأخرى، والأندية الثقافية والفنية والرياضية، وغياب المنشطين المتخصصين، كلها عراقيل تقف أمام كل مبادرة لتأسيس مدرسة تنبض بالحياة.

- معيقات اجتماعية:

يلاحظ أن الأنشطة ذات البعد الفني أو الثقافي أو الرياضي لا زالت لم تحض بالقبول والرضا من طرف عدد كبير من الأسر، وهكذا نجد العديد من الأمهات والآباء يرفضون انخراط أبنائهم وبناتهم في أي أنشطة ثقافة أو فنية أو رياضية ويعتبرونها مضيعة للوقت، بل وقد تؤثر سلبا على مسارهم الدراسي، وعلى سلوكهم وأخلاقهم، إذ يخشون من احتكاكهم بأشخاص منحرفين.

تجديد أدوار المدرسة:

وهكذا نخلص إلى أن الحاجة إلى تفعيل أدوار الحياة المدرسية نابعة من رغبة ملحة في التغيير والتجديد، رغبة في القطيعة مع مدرسة منغلقة على نفسها وبالتالي لا تفرز إلا علاقات منغلقة وأجيالا لا تؤمن بالانفتاح على الآخر.
إن مقاربة الحياة المدرسية "جاءت في سياق مليء بالتحديات، سياق يقتضي إعادة صياغة مفهوم التلمذة، ونقل هذا المفهوم من حقل عقلية الانصياع والامتثال، إلى حقل تكويني قائم على فلسفة المواطنة وحقوق الإنسان".
محمد مكسي - جريدة "التربوية"- العدد 3 -  5 مارس 2007.

قيم المواطنة والديمقراطية:

وعليه، فإن في الحياة المدرسية، كما في الحياة الاعتيادية، يتطلب إقرار قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان، إشراك الجميع في اتخاذ القرارات في المجال التربوي التعليمي، ومحاربة كل أشكال الإقصاء، وترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل المؤسسة التربوية من خلال إعطاء الفرصة للمتعلمين لممارسة حقهم في المناقشة وإعمال الفكر على أساس الحوار المسؤول والبناء مما يتيح دعم مفهومهم وتعزيز إيمانهم بقدراتهم الذاتية واستقلاليتهم واحترام الآخرين، والإحساس بالمسؤولية.


0 تعليقات:

إرسال تعليق