كان فؤاد الخطيب في طريقه الى طهران لتمثيل بلاده مملكة الحجاز كسفير في ايران، الا انه ما كاد يصل عمان حتى وصلته اخبار الهجوم الوهابي وتنازل الملك حسين وأمره الملك الجديد بالعودة لاشغال منصبه السابق في وزارة الخارجية، فلم يبخل الخطيب وهو في عمان، بالاتصال بأمين الريحاني في سوريا للتوسط في النزاع، في الوقت الذي تلقى فيه الخطيب برقية ترحيب بالوسيط الجديد من الملك علي.
كتب الريحاني بعد وصوله جدة في 5 تشرين الثاني 1924 لكل من القائدين خالد بن لؤي وسلطان بن بجاد، ورسالتين لابن سعود على دعوته لانه كان في طريقه الى مكة، كما جاء ذلك في إجابة القائدين المذكورين.
ومع ذلك فإن عبد العزيز بن سعود وبعد وصوله مكة، رد على الريحاني ضمن الردود التي بعثها لكل من زميليه النقيب وفلبي في ترك مصير الحجاز للمسلمين، لكن الريحاني عاود الكتابة من جديد في حوالي 10 كانون الأول 1924.
واستفسر من عبد العزيز بن سعود عن موافقته لمقابلة احد موفديه للتشاور ببعض الامور عن طريقه، فتمكن من ذلك وبعث ـ بعد موافقة عبد العزيز بن سعود بيد السيد حسين العويني، بمذكرة بشأن النزاع الحالي لم يشر إلى مضمونها عاهدا للرسول تفصيل ما ادرج فيها من نقاط لعبد العزيز بن سعود.
كما بعث مع المذكرة بكتاب من وجهاء المسلمين في لبنان بخصوص حل النزاع وقد عاد المبعوث بعد ثلاثة ايام وهو يحمل جواب عبد العزيز بن سعود الذي وصفه الريحاني بأنه اثار ارتياح الملك علي، دون ان يورد ما جاء فيه.
إلا ان مثل هذه الصورة المتفائلة التي بدت على موقف عبد العزيز بن سعود ـ ان وجدت كما يعتقد الريحاني ـ لم تدم وانتهت باستئناف ابن سعود ما عزم عليه، حيث اخذت القوات الوهابية بالاقتراب من جدة، ولم يكن توقفها فترة من الزمن في مكة توقفا يفهم منه التفاوض او الصلح.
التسميات
نهاية الحجاز