إيقاع العبث في عالم البطل في رواية سيدة المقام:
إنه شعور متكرر، ملازم، دائم الحضور في كل زمان ومكان، في حياة البطل.
وربما يكون الإحساس بالعبث الوجودي والوحدة والموت في الحياة هو الإحساس الذي يسيطر على أجواء الرواية.
فإيقاع العبث في ذاكرة البطل فيه استرجاع لحياته الماضية المزدحمة بالمآسي والآلام.
إن عالم البطل النفسي يُرى غامضاً بالقلق والأرق انطلاقاً من تجاربه والأحداث التي عاشها، كما يستذكرها أثناء لحظاته الشعورية المتدفقة عندما يتحرك ذاهلاً سارحاً -جسد بلا روح- عبر الشوارع حتى مرتفعات تليملي حيث انتحرت الشاعرة -صفية كتوّ- (أشعر بالرغبة الكبيرة للوقوف على الجسر الذي أكل شاعرة هذا البلد.
وعندما ينتحر شاعر فهذا حدث لا يتكرر دائماً.
ويعني حتماً أن قنبلة مخبأة في جوف المدينة الساحلية ستنفجر عما قريب).
تشكل نتائج هذه التجارب، وآثار هذه الأحداث إحساساً دائماً بالاغتراب عند البطل.
وتشكل أزمة العبث الدائمة الحضور في حياته عند كل مرحلة -مكان أو زمان- أو يقظته أو ذكرياته أو تخيّلاته.
وتشكل أزمة العبث الدائمة الحضور في حياته عند كل مرحلة -مكان أو زمان- أو يقظته أو ذكرياته أو تخيّلاته.
العبث يكتنف حياة البطل كلّها، ويسيطر عليها ويطبعها بطابع الجنون والفزع كما يرى البيركامي في أسطورة سيزيف (شعور لا يمكن التخلص منه إذا تمكن من إنسان ما وعاش في أعماقه).
التسميات
باك ج