إيقاع الموت في عالم البطل في رواية سيدة المقام:
إنه يشكل أحداثاً متكررة مؤثرة في عالم البطل، أسهمت في دماره النفسي واغترابه الوجودي الذي يعاني منه طيلة الوقت.
أحياناً يغمرني هذا السؤال:
هل هناك من يتذكرنا عندما نموت؟!
وعندما لا أجد جواباً أدخل في عبثيتي المعتادة ومن بعد؟ ليكن! لنعش.
وبعدها ليندثر هذا الجسد داخل التربة.
فحوادث الموت في الرواية تتكرر وتظهر بأشكال مختلفة ومتعددة، فكلها مخزونة في ذاكرة البطل.
مقتل مريم في يوم الجمعة التعيس، أنا طوليا التي سرقوا كل الأحلام التي جاءت من أجلها إلى هذه البلاد، موت صفية كتوّ.
كلّها تشكل في الغالب تساؤلاً استفهامياً استنكارياً وتنطوي على شعور بالاحتجاج والسخرية والرفض، ولامنطقية هذه البلاد وهذا الكون.
وإن هذا الوجود الذي يفتقر إلى المنطق أو الإقناع وجود عبثي يراه البطل وأنه يدفع الإنسان إلى حالة الاغتراب والعبث التي يعاني منها في العصر الحاضر.
إن مرثيات اليوم الحزين التي يشير إليها عنوان الرواية تستوعب بشكل رئيسي من أجواء الموت التي تسيطر على جانب من عالم الرواية.
قد تكون في الغالب رائحة الموت المنتشر في كل مكان، والمتكرر في كل زمان.
والذي يطول كل إنسان شابة كمريم أو صديقة كأنا طوليا أو مثقفة شاعرة كصفية كتوّ.
فالتفكير بالموت يرى أحد الدارسين. قد تسلل إلى حياتنا إذ لم يكن قد تسرب إلى تفكيرنا بالحياة.
إن الرثاء أو المرثيات هي رائحة الموت. رائحة الاختناق، رائحة الخلل الوجودي ورائحة الخواء والدمار النفسي.
إن إيقاع الموت في الرواية يشكل الحدث الأكثر ظهوراً والأكثر حضوراً في حياة البطل سواء أكان هذا الموت الذي يمس البطل مباشرة كموت مريم أو الموت الذي يهمه إنساناً أو وجوداً كموت أنا طوليا بقرار من رئيس بلدية حراس النوايا بغلق الأوبرا وفصل العقد الذي يربطها بالوزارة.
وإذا كان إيقاع الموت في الرواية يكوّن جوّاً مأساوياً شاحباً على صعيد المضمون فإنه في الوقت نفسه يشكل لأزمة متكررة منتظمة على صعيد البناء الروائي.
التسميات
باك ج