الإيقاع الروائي هو الرواية نفسها، أي البناء المتكامل أو قوة التراكيب، معاني وصوراً وعواطف ورموزاً ودلالات.
أي الحضور الكلي للرواية أو العالم الذي تصوره، حضوراً خاصاً في الذهن أو المخيلة أو الزمن.
إنه استغراق عقلي ونفسي في اكتشاف الأشياء وإعادة كتابتها.
ويقودنا هذا الإيقاع إلى موضوع الزمن في الرواية، ويرى البعض أن الإيقاع هو الزمن في الرواية أو هو المعنى الداخلي بصفته توقاً داخلياً، وتوتر تشارك فيه كل عناصر العمل الفني.
فهو أي الزمن، يكون هنا كما فهمه جوته، اللحظة الحاضرة التي يظل فيها الماضي، حاضراً، ويظل المستقبل حياً بالفعل، ولن تتحقق هذه اللحظة إلا عبر عمل فني، متجانس كلياً، وينطوي على إيقاع شامل، أو على زمن شامل.
وتلعب اللغة في هذا المجال دوراً رئيساً لاعتبارات عدة، منها أن اللغة هي الوسيلة لنقل الإحساس والفكر، وهي أداة البناء والتلوين، وبدونها لا يوجد إحساس ولا فكر ولا بناء، وبالتالي لا توجد رواية.
الإيقاع الروائي في رواية سيدة المقام:
(شيء ما تكسر في هذه المدنية بعد أن سقط من علوّ شاهق، لست أدري من كان يعبر الآخر: أنا أم الشارع في ليل هذا الجمعة الحزين.
الأصوات التي تملأ الذاكرة والقلب صارت لا تعدّ، ولم أعد أملك الطاقة لمعرفتها. كل شيء اختلط مثل العجينة.
يجب أن تعرفوا أني منهك ومنتهك وحزين ومتوحّد مثل الكآبة).
هكذا يبدأ واسيني روايته، وهي تجسد حالة اغتراب البطل عن العالم، المحيط به.
إنها حالة اغتراب عن الآخرين عن الذات، عن المكان، وعن العالم المحيط به.
هذا العالم الذي لا مكان له سوى سجن الذات، ومن هنا تبدأ رحلة الموت في الحياة رحلة الألم والشقاء والمعاناة.
التسميات
باك ج