أوجه الاتفاق والاختلاف بين الأسلوبية والبلاغة.. مراعاة مقتضى الحال والاعتماد على الموقف



أوجه الاتفاق والاختلاف بين الأسلوبية والبلاغة:

أوجه الاتفاق:

  • نشأة مشتركة: ينبثق كل من علم الأسلوب وعلم البلاغة من علم اللغة ويرتبطان به بشكل وثيق.
  • مجال مشترك: يتشاركان نفس المجال، وهو اللغة والأدب.
  • تأثير متبادل: استفاد علم الأسلوب كثيراً من مباحث البلاغة، مثل علم المعاني والمجاز والبديع، كما أنهما يتشاركان مبدأين رئيسيين: العدول والاختيار.
  • صلة وثيقة: يرى بعض النقاد أن الأسلوبية هي وريثة البلاغة وتطورها.
  • نظرية النظم: تتلاقى الأسلوبية مع البلاغة في نظرية النظم، حيث لا فصل بين الشكل والمضمون، والنص يُنظر إليه ككل مترابط.
  • مراعاة السياق: تعتمد كل من البلاغة ("مراعاة مقتضى الحال") والأسلوبية ("الموقف") على فهم السياق لفهم النص بشكل دقيق.

أوجه الاختلاف:

  • القدم والتجديد: علم البلاغة علم قديم، بينما علم الأسلوب علم حديث نسبيّاً.
  • المنهجية: تدرس البلاغة مسائلها بشكل عام دون ربطها بالزمن أو البيئة، بينما تتبع الأسلوبية نهجين: أفقي: يبحث في العلاقات بين الظواهر في زمن واحد. رأسي: يتناول تطور الظاهرة على مر العصور.
  • التقييم والوصف: تهدف البلاغة إلى تقييم النصوص وتحديد مدى نجاحها في تحقيق القيمة الفنية المرجوة، بينما تركز الأسلوبية على فهم وتحليل الظواهر الإبداعية بعد إثبات وجودها وتحديد خصائصها.
  • مادة الدراسة: تقتصر البلاغة على دراسة الجملتين كحد أقصى، بينما تنظر الأسلوبية إلى الوحدات الجزئية في سياق النص الكلي وتحلل النص بشكل كامل.
  • الغاية: تسعى البلاغة إلى تعليم وتقويم النصوص، بينما تهدف الأسلوبية إلى تشخيص ووصف الظواهر الفنية.

لا تعارض بل تكامل:

  • لا يوجد تعارض بين البلاغة والأسلوبية، بل على العكس، فقد استفادت الأسلوبية كثيراً من البلاغة.
  • وتمكنت الأسلوبية من التطور بفضل علم اللغة الحديث، بينما تمتلك البلاغة إمكانيات علمية ثابتة وقواعد راسخة،
  • مما يجعلها قادرة على خلق نظرية حديثة متطورة.
  • ويُعدّ عبد القاهر الجرجاني مثالاً على ذلك من خلال نظريته البلاغية التي قفزت بالبلاغة إلى مستويات جديدة.

الخلاصة:

  • إنّ الأسلوبية والبلاغة علمان متكاملان، لكل منهما مساهماته وفوائده.
  • فالبلاغة هي الأساس الذي بنيت عليه الأسلوبية، بينما تُعدّ الأسلوبية تطوراً حديثاً للبلاغة يعتمد على أساليب علم اللغة الحديث.
  • وإنّ مواكبة التطورات العلمية والبحث الدؤوب كفيلان بتطوير هذين العلمين وإثرائهما لفهم اللغة العربية وفنونها بشكل أفضل.