نشأة مشتركة: ينبثق كل من علم الأسلوب وعلم البلاغة من علم اللغة ويرتبطان به بشكل وثيق.
مجال مشترك: يتشاركان نفس المجال، وهو اللغة والأدب.
تأثير متبادل: استفاد علم الأسلوب كثيراً من مباحث البلاغة، مثل علم المعاني والمجاز والبديع، كما أنهما يتشاركان مبدأين رئيسيين: العدول والاختيار.
صلة وثيقة: يرى بعض النقاد أن الأسلوبية هي وريثة البلاغة وتطورها.
نظرية النظم: تتلاقى الأسلوبية مع البلاغة في نظرية النظم، حيث لا فصل بين الشكل والمضمون، والنص يُنظر إليه ككل مترابط.
مراعاة السياق: تعتمد كل من البلاغة ("مراعاة مقتضى الحال") والأسلوبية ("الموقف") على فهم السياق لفهم النص بشكل دقيق.
أوجه الاختلاف:
القدم والتجديد: علم البلاغة علم قديم، بينما علم الأسلوب علم حديث نسبيّاً.
المنهجية: تدرس البلاغة مسائلها بشكل عام دون ربطها بالزمن أو البيئة، بينما تتبع الأسلوبية نهجين: أفقي: يبحث في العلاقات بين الظواهر في زمن واحد. رأسي: يتناول تطور الظاهرة على مر العصور.
التقييم والوصف: تهدف البلاغة إلى تقييم النصوص وتحديد مدى نجاحها في تحقيق القيمة الفنية المرجوة، بينما تركز الأسلوبية على فهم وتحليل الظواهر الإبداعية بعد إثبات وجودها وتحديد خصائصها.
مادة الدراسة: تقتصر البلاغة على دراسة الجملتين كحد أقصى، بينما تنظر الأسلوبية إلى الوحدات الجزئية في سياق النص الكلي وتحلل النص بشكل كامل.
الغاية: تسعى البلاغة إلى تعليم وتقويم النصوص، بينما تهدف الأسلوبية إلى تشخيص ووصف الظواهر الفنية.
لا تعارض بل تكامل:
لا يوجد تعارض بين البلاغة والأسلوبية، بل على العكس، فقد استفادت الأسلوبية كثيراً من البلاغة.
وتمكنت الأسلوبية من التطور بفضل علم اللغة الحديث، بينما تمتلك البلاغة إمكانيات علمية ثابتة وقواعد راسخة،
مما يجعلها قادرة على خلق نظرية حديثة متطورة.
ويُعدّ عبد القاهر الجرجاني مثالاً على ذلك من خلال نظريته البلاغية التي قفزت بالبلاغة إلى مستويات جديدة.
الخلاصة:
إنّ الأسلوبية والبلاغة علمان متكاملان، لكل منهما مساهماته وفوائده.
فالبلاغة هي الأساس الذي بنيت عليه الأسلوبية، بينما تُعدّ الأسلوبية تطوراً حديثاً للبلاغة يعتمد على أساليب علم اللغة الحديث.
وإنّ مواكبة التطورات العلمية والبحث الدؤوب كفيلان بتطوير هذين العلمين وإثرائهما لفهم اللغة العربية وفنونها بشكل أفضل.