معركة جالدران بين الدولة الصفوية والأتراك العثمانيين.. تغلغل الصفويين في منطقة دياربكر واقترابهم من الأناضول وفتكهم بأهل السنة ووقوع زوجة الشاه إسماعيل أسيرة بيد القوات العثمانية

منطقة جالدران تقع في اقصى شرق تركيا وغرب مدينة ارومية الايرانية الحالية، ووقعت هذه المعركة اثر تغلغل الصفويين في منطقة دياربكر واقترابهم من الاناضول ومن ثم فتكهم بأهل السنة في تلك المناطق ومناطق اخرى داخل ايران مما اقلق الدولة العثمانية فجردت جيشا جرارا قاده السلطان سليم بنفسه وتزامن ذلك صدور فتوى في حق الشيعة الصفوية ووجوب محاربتهم. فالتقى الجيشان في سهل جالديران سنة 920 للهجرة.
جاء الجيش العثماني الى المعركة برفقة وحدات المدفعية التي كانت القوات الصفوية محرومة منها حيث عملت تلك القوة العامل الحاسم في ردع القوات الصفوية ومن ثم هزيمتهم بالاضافة الى ان الجيش العثماني كان اكثر تنظيما وتدريبا من الجيش الصفوي الناشيء ولا ننسى ان الجيش العثماني كان مجهزا ايضا بالبنادق.
يقال ان الجيش الصفوي بقيادة الشاه اسماعيل قد ارتكب خطأ استراتيجيا مهما بتغيير ساحة المعركة من شمال مدينة خوي الى سهل جالديران وكان هذا الجيش يستطيع ان يهاجم القوات العثمانية مستفيدا من الاراضي الجبلية الوعرة في منطقة خوي وبذلك كان يستطيع حماية نفسه من نار المدفعية العثمانية.
استطاع الجيش العثماني ان يجر الجيش الصفوي الى سهل جالديران فأمطروا  القزلباشية بوابل من نار المدفعية والبنادق. وقد انكسر الجيش الصفوي في هذه المعركة التي لم تستمر إلا يوما واحدا وفقدت القزلباشية كبار قادتها امثال خان محمد استاجلو، ساروبيره، مير عبد الباقي ووقوع زوجة الشاه اسماعيل اسيرة بيد القوات العثمانية،  وعندما رأى الشاه اسماعيل بان الهزيمة باتت واقعة بجيشه لا محالة انسحب من ساحة المعركة مع 300 من قواته متقهقرا الى مدينة تبريز.
كتب السلطان سليم رسائل الفتح الى كل من سلطان مصر وعبيد الله خان الاوزبك وكذلك الى ابنه وولي عهده الامير سليمان وبعد ذلك تحرك بجيشه العرمرم نحو تبريز اذ كان يريد ان يتخذ من هذه المدينة التاريخية مركزا لعملياته داخل الاراضي الايرانية. ولكنه لم يمكث في تبريز سوى 8 ايام بسبب قيام القوات الصفوية باتباع سياسة الارض المحروقة واضرامها النيران في كل ما يفيد الجيش العثماني في المدينة وفي ما حواليها من القرى .
وأدرك السلطان انه بحلول فصل الشتاء سيواجه مع جيشه مشكلة قلة المؤن لذا قرر بعد مشورته لقادة الجيش ترك المدينة والقفول راجعا عن طريق ارمينيا الى الاناضول حيث استولى وهو في طريق الرجوع على مدينة نخجوان وقلعة ايروان.
ويقال ان الشاه اسماعيل بدأ بعد  انهزامه امام العثمانيين بوضع عمامة سوداء على رأسه ولم ينزعها حتى سنة (930هـ) حيث مات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال