الشاه اسماعيل ميرزا الأول.. حفيد الشيخ صفي الدين اردبيلي الذي تولى مسند الرئاسة والمشيخة وعاش مع ابراهيم ميرزا في كنف الأمير الشيعي كيا والي جيلان



الشاه اسماعيل الأول 907 – 930 هـ / 1501 – 1524 م
يصل نسبه الى الشيخ صفي الدين اردبيلي (650 هـ – 735هـ) الذي كان شخصية صوفية معروفة وكان له الريادة والارشاد في منطقة اردبيل التي عاش فيها .
بعد وفاته تقلد منصب الارشاد ابنه صدر الدين (704هـ - 794هـ) وبعد وفاته وصل منصب الارشاد الى احد ابناء (خواجه علي) وهو الشيخ جنيد حيث ترك مركز اجداده واباءه في اردبيل وتوجه جنوب سورية واستطاع ان يجمع هناك انصاراً ومريدين كثيرون.
وعندما احس بتجمع عدد كبير من المريدين حوله نزع العمامة الصوفية ولبس تيجان الملوك وبدأ بمهاجمة الاراضي والاستيلاء عليها حيث بدأ  بمحاربة الامير خليل "ملك شيروان" الا انه قتل في تلك المواجهة (860هـ ، 1455م) وبعد مقتله احتل منصبه ابنه حيدر الذي كان مصمما بالثأر لدم ابيه الا انه هو الاخر وبعد ثلاثة وثلاثين سنة قتل في منطقة شيروان نفسها .
بعد مقتل السلطان حيدر اخذ مريدوه ابنيه اسماعيل ميرزا وابراهيم ميرزا الذين بقيا على قيد الحياة الى منطقة لاهيجان في ولاية جيلان الشمالية  ليعيشا بمأمن من بطش أعدائهم دولة الأق قوينلو الذين بدأوا بالبحث عنهما قرية قرية . 
وقد شكلت لاهيجان سابقا مأوى التجأ اليها الشيخ صفي الدين اردبيلي وهو في مقتبل عمره حيث لم يكن قد تجاوز 25 من عمره فتلمذ على يدي الشيخ زاهد الجيلاني وتزوج بابنته بي بي فاطمة ، والمشهور من الشيخ زاهد جيلاني انه كان صوفيا شيعيا وقد اثر في الشيخ صفي الدين تأثيرا كبيرا ولا زال قبره لحد اليوم مقدسا يزار من قبل محبيه ، وبعد وفاته سنة " 700 هـ " تقلد الشيخ صفي الدين اردبيلي مسند الرئاسة والمشيخة. 
بقي الاميرين ابراهيم ميرزا واسماعيل ميرزا في كنف الأمير الشيعي  الأمير كيا والي جيلان الا ان ابراهيم ميرزا قتل بعد ان ترك مخبأه بينما بقي اسماعيل ميرزا يتلقى التعليم من قبل اساتذة عينهم الامير كيا لتربيته ، وبعد بقائه خمس سنوات متخفيا بلاهيجان توجه اسماعيل الاول (مؤسس الدولة الصفوية) وهو في سن الثالثة عشرة من عمره ومع سبعة من مؤيدي ابيه حيدر الى اردبيل مدينة جده صفي الدين اردبيلى ، وبعد حصوله على مناصرة قبائل مثل "استاجلو، شاملو، افشار" وقبائل محاربة اخرى بدأ بالثأر لابيه وهو بعد لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حيث قام بعد زيارة قبور اجداده في اردبيل بالتوجه الى جنوب شرق القفقاز حيث مدينة شيروان وحاكمها المسمى شيروان شاه فتغلب عليه وتوجه بعد ذلك صوب الاصطدام مع قبيلة آق قوينلو التركمانية حيث انتصر عليهم اوائل سنة 907ه. وفي اقل من سنتين استطاع ان يستولي على اذربيجان وقرة باغ وقسما من اسيا الصغر وبعد دحر ابن خاله الوند بيك اق قوينلو جلس على عرش السلطنة في ايران  .
      في خلال عشر سنوات من حكمه استولى على جميع ولايات ايران (كرمان، فارس، خراسان، خوزستان ) بالاضافة الى افغانستان وآسيا الوسطى والقفقاز وشرق الاناضول ووسط وجنوب العراق واسس بذلك دولة قوية مترامية الاطراف.
لقد حاز اسماعيل شاه لهذه الانتصارات بفضل تضحيات حرسه القزلباش (ذوي القبعات الحمر). الذي كانوا قمة في الطاعة العمياء والانقياد التام لملكهم وشعلة من التعصب والحقد على اعدائهم ويرجع تسميتهم بالقزلباشية  الى عهد الشيخ حيدر حيث بدؤوا بوضع قبعات حمر على رؤوسهم وبالامكان رؤية اشباههم في اتباع حسن الصباح الباطني كذلك. 


0 تعليقات:

إرسال تعليق