في غياب التصور الواضح في منهاج تدريس اللغة العربية الذي يستحضر الواقع اللغوي المتعدد، وطبيعة اللغة ذاتها، وميكانزمات اكتسابها، فإنه يمكن اللجوء إلى ما يسمى بالمسرحة théâtralisation، كحل مرحلي، وهي من التقنيات الأساسية - حسب روجر .م. بسفيلد - التي يمكن الانطلاق منها.
و هي ترجمة ما هو غير مسرحي إلى ما هو مسرحي درامي، والبداية تكون من البحث عن نص سردي؛ قصة أو ما شابه تحتوي على قابلية للتمسرح.
وهذه التقنية معروفة في جميع الدول التي تعرف اهتماما كبيرا بالمسرح المدرسي، أو مسرح الطفل.
وما يمكِّن من ذلك هو وجود التشابه بين النص السردي والنص المسرحي، و اشتراكهما في بعض العناصر البنائية، كالشخصية والفعل والزمان والمكان والعقدة.
فالأمر الجوهري في الاختلاف بين القصة والمسرحية هو الفرق بين الفعلين «كان» ويكون.
ففي القصة كل شيء قد تمّ و يُحكى الآن.
أما في المسرحية فإن كل شيء يحدث الآن و أمام الجمهور.
وما ينطبق على القصة يمكن أن ينطبق على نص سردي آخر عند كتابة نص مسرحي انطلاقا من نص وقع عليه الاختيار.
يبقى أنه على الممارس الإلمام غير المحترف ببعض التقنيات المسرحية حتى تتم عملية نقل الشخصية من عالم القصة إلى عالم المسرحية، التي يجب أن تكون عملية درامية / مسرحية، تمكن الشخصية من التعبير عن نفسها بكلمات قليلة تشمل أبعادها الثلاثة: الجسمية والنفسية والاجتماعية من خلال الحوار المسرحي.