الاستدلال بالسؤال المغلوط في الموت الدماغي.. من ينكر الآن وجود تشخيص موت المخ كحالة إكلينيكية ومعملية محددة المعالم كمن ينكر أن الأرض كروية أو أنها تدور حول الشمس

في سبيل الاحتجاج لدعوَى الموت الدماغي ، وضعوا سؤالاً مغلوطاً يقول : (هل هناك حالة واحدة مات فيها جذع المخ ، ثم عادت لها الحياة؟)، و يجيبون بـ(لا)، و عليه يقرّرون صحة دعوى الموت الدماغي!
و في ذلك يقول بيان المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية حول " التعريف الطبي للموت ": ( وقد فُصِّل الأمر خلال الندوة تفصيلا كاملا، ودار نقاش طويل واف للموضوع على مدى ثلاثة أيام ، وتبين للمجتمعين أنه ما من حالة تأكد فيها تشخيص موت الدماغ وجذعه وعادت إليها الحياة ، وما من حالة عادت إلى الحياة بعدما توفرت فيها شروط تشخيص موت الدماغ وجذعه ، وأن كل الحالات التي استشهد بها مَنْ شكك في هذا المفهوم كانت إما حالات لم يتم الالتزام فيها بمعايير التشخيص التزاما صارما، وإما حالات نجمت عن خطأ في التشخيص أو الاستنتاج أو الاستدلال).
و وجه الغلط في سؤالهم : ( هل هناك حالة واحدة مات فيها جذع المخ ، ثم عادت لها الحياة ؟ ) ، أنّ هؤلاء المرضى لم يفارقوا الحياة بعدُ و لم تفارقهم ؛ فلا معنى للسؤال عن عودتها مع إنكار وجودها أصلاً في حالهم هذا ؛ فهمّ لا يعترفون بحياة هؤلاء المرضى ، و ينكرون علاماتها الموجودة في أبدانهم.
 و على تقدير الاعتراف بنوعٍ من الحياة لهؤلاء المرضى ، فلا حجة لهم في سؤالهم هذا ؛ إذ يمكن قول مثله في الاحتجاج للتعجيل بإماتة جميع من يعاني الاحتضار ، و هذا باطلٌ بلا ريب .
و ليس ذلك السؤال هو محلّ الجدال فيمن يُسمّونهم بموتى المخ ، و لكن الأصل في السؤال هو : هل هؤلاء المرضَى مَوتَى حقيقةً في هذا الوقت و في تلك الحال ، مع وجود كثير من مظاهر الحياة فيهم ، مثل أعضاء الجسم و أجهزته الحيّة القائمة بوظائفها ؟!
 هذا هو السؤال ، بصرف النظر عن وفاتهم بعد ذلك أَم بقائهم أحياء ، شأن أيّ إنسان به مرَض من الأمراض .
و قد تَجاسَر بعضهم و ادّعَى أن ما يُسَمّى بـ( موت المخّ أو موت الدماغ ) هو مَوْتٌٌ حقيقيّ يقينيّ للإنسان ؛ بزعمهم ، حتى قال قائلهم في بحثه المقدّم لندوة " التعريف الطبي للموت " : ( إنني أعتقد أن من ينكر الآن وجود تشخيص «موت المخ» كحالة إكلينيكية ومعملية محددة المعالم ، وأن هذا التشخيص يعني نهاية رحلة الإنسان في الحياة الدنيا، لا يختلف كثيراً عمن ينكر أن الأرض كروية أو أنها تدور حول الشمس).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال