مميزات مرحلة المراهقة.. تقمص الأدوار الاجتماعية وتقليد كل التصرفات الشاذة والمنحرفة



مميزات مرحلة المراهقة:

يقدم بياجي تحديدا – لمرحلة المراهقة – وهي تبدأ مباشرة بعد انتهاء الطفولة التي تمتد حسب العلماء ما بين الشهر الأول إلى السن الثانية عشرة, ليدخل بعدها إلى مرحلة صعبة وحرجة، تبدأ من سن الثالثة عشرة، تتغير فيها ملامح الطفل على عدة مستويات الفسيولوجية الجسمية، وحالته النفسية والفكرية، خلالها يبدأ الطفل الشعور بذاته بعد إحساسه بالنضوج والبلوغ.

التغيرات الجسمية في مرحلة المراهقة:

وﺃهم التغيرات الجسمية التي تظهر على الطفل وهو في هذه المرحلة خشونة في نبرة الصوت واتساع الكتفين وطول القامة بالنسبة للذكر وظهور الثديين واتساع الحوضين بالنسبة للفتاة، كما يتم ارتفاع في مستوى الإفراز الهرموني الذكوري والأنثوي.
فكل هذه التغيرات المفاجئة التي تتم دفعة واحدة يكون لها الأثر الكبير في الحالة النفسية للمراهق، فهو غالبا ما يكون في حالة متوترة وشديدة مع أسرته وأصدقائه، إضافة إلى أن أساليب التعبير لديه تكون عنيفة يظهر فيها استياءه وتمرده على العالم الذي يحيط به سلوكاته تكون غير مقبولة إلى من يعاملونه سواء في المدرسة أو في البيت.

التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة:

لكن الأهم في حالته النفسية هو تقمصه الشديد، وتقليده لكل التصرفات الشاذة والمنحرفة، أما على مستوى التعليم فهو شديد المحاكاة, والتقليد شخصيته تتقمص بسرعة كل الأدوار الاجتماعية التي تمر من حوله، وذلك لكون المراهق في هذه المرحلة، يبحث عن ذاته لذا نجده يفرض وجوده بالقوة والعنف ظنا منه أن العالم فيه صراع.

التغيرات الفكرية في مرحلة المراهقة:

أما في الجانب الفكري فيمكن تلخيص التغيرات في ما قاله جان بياجي: «إن فترة المراهقة تعتبر فترة نضوج في نمو التفكير.
ففي هذه المرحلة يصبح الكائن قادرا على تنظيم الحقائق والأحداث من خلال استخدام عمليات معقدة من التفكير الرمزي والتجريدي.
ولو أن الواقعية والتفكير العملي المنصب على الواقع الخارجي لا يتبلور بنفس القدرات التجريدية والتهويمات التي تميز أفكار المراهقين في المراحل المبكرة.

التغيرات الاجتماعية في مرحلة المراهقة:

ويبقى المستوى الاجتماعي مهما في سن المراهقة إذ تتدخل عدة مؤسسات اجتماعية في تكوين شخصية الطفل وهنا ينقسم المراهق إلى نوعين: نوع أول تقليدي منصاع ومساير لقوانين المجتمع ومعايير الأسرة والمدرسة والسلطة، النوع الثاني مثالي يظهر ساخطا، ومتمرد على كل القيم والقوانين ينفذ كل أفكاره يغلب عليه الاندفاع والثورية، وحب التغير، والعلماء يميلون إلى النوع الثاني وهو الطبيعي لأنه يعيش المراهقة، ويعبر عن مظاهرها في حين النوع الأول يكبث مشاعره ولا يعيش مراهقة طبيعية٫ ويحذر العلماء من تأخر المراهقة فهي غالبا ما تبدأ من سن الثالثة عشرة إلى الثامنة عشرة في الظروف الطبيعية، لكن هناك من الأشخاص من تتأخر لديهم لتصل حتى سن السادسة والعشرين.

إيجابيات مرحلة المراهقة المبكرة:

ومن الايجابيات التي تحققها المراهقة المبكرة تحقيق التوافق للمراهق مع عالم الكبار، وذلك بسرعة اندماجه، كما أن الدراسات أثبتت أن الفتيات اللاتي يدخلن مبكرا للمراهقة يحققون تفوقا كبيرا في المجال الدراسي أكثر ممن تكن لديهم تأخر في المراهقة وهكذا يتم انتقال الشخص إلى مرحلة عمرية بعدما تجاوز سن المراهقة بسلام يدخل بعدها إلى فترة النضج.


ليست هناك تعليقات