ما معنى الخلافة؟.. حمل كافة المسلمين على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة اليها



معنى الخلافة:

عرف ابن خلدون الخلافة بقوله: (الخلافة هي حمل كافة المسلمين على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة اليها اذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند المشرع فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع (أي النبي ص) في حراسة الدين وسياسية الدنيا به).

أي أن للخليفة صلاحيات دينية ودنيوية في أن واحد.
فهو ملتزم بتنفيذ أحكام الشريعة الاسلامية.
وتقوم الخلافة على وحدة العالم الاسلاميّ. وهي أيضا الامامة الكبرى.

رئاسة عامة للمسلمين:

الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها الإمامة، فإن الخلافة في الاصطلاح الإسلامي تعني القيادة الإسلامية أو الإمامة فقط.

الإمامة والخلافة:

ومن هنا يُعلم أن مصطلح الإمامة يرادف مصطلح الخلافة، ويقول أبو الحسن الماوردي: «الإمامة: موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا»، وسمّيت خلافة لأن الذي يتولاها يكون الحاكم الأعظم للمسلمين ويخلف النبيَّ في إدارة شؤونهم.

الخلافة والانتماء لقريش:

وتسمّى الإمامة لأن الخليفة كان يسمى إماماً، وهذه الخلافة العامة لا تُعقد لغير قريش؛ وما عليه إجماع الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الفقهية الأربعة هو عدم صحة عقدها لغير قريش وذلك مقيد بأن تتوفر في المرشح جميع شروط الإمام السبعة كما عدها الماوردي؛ حُصرت الإمامة الكبرى في قريش لوجوبها لهم بما ثبت نصًا وتواترًا، ولكي لا تكون فوضى عامة بين المسلمين ويصير الحكم لمن يتغلب عليه مما فيه سفك للدماء وإضرار بالمسلمين وخذلانهم في سبيل التغلب.

ويرى بعض علماء المنهج السلفي أن طاعة المتغلب واجبة سواء كان من قريش أو من غير قريش براً أو فاجراً حرًا أو عبدًا عربي أو عجمي ما لم يأمر بمعصية الله، سواء اجتمع عليه الناس ورضوا به، أو غلبهم بسيفه.

أما تلك الطاعة المعطاة للمتغلب المستوفي لشروط الإمامة من باب حقن الدماء لا الإقرار بالشرعية. ولأن الناس كانوا يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم في الصلاة.