ما هي السنة النبوية المطهرة؟.. الأصل الثاني في التشريع الاسلامي وهي كل قول أو فعل أو تقرير أو صفة للرسول -ص-



السنة النبوية المطهرة:

السنة النبوية المطهرة هي الأصل الثاني في التشريع الاسلامي.
وقد عرفها علماء المسلمين على أنّ السنة هي كل قول أو فعل أو تقرير أو صفة للرسول (ص).
فالسنة هي الحديث والحديث هو السنة.

كان الصحابة الكرام يحفظون الحديث النبوي الشريف عن ظهر قلب ولم يكتب في بداية الأمر في زمن الرسول خوفا من أن يختلط القرآن وهو كلام الله بالسنة النبوية ولأنهم لم يؤمروا بذلك.
القرآن الكريم تناول الأمور المجملة ولم يتطرق الى التفاصيل فجاءت السنة النبوية لتملأ هذا الفراغ الذي تركه القرآن.

التعريف الاصطلاحي للسنة:

فالسنة هي الطريقة المتبعة من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام في جميع عباداته وسلوكياته وتصرفاته، وبطبيعة الحال فإن من هذه الأمور ما يمكن أن نصفه بواجب أو غير واجب.

لكن أهل الحديث يعرفون السنة بأنها كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، والمقصود بالتقرير أن يُفعل أمام النبي أمر أو أن يبلغه شيء فيسكت ولايعلق، فسكوته دليل على رضاه وموافقته إذ لو كان حراما لوجب عليه التنبيه. فالمحدِّثون نظروا إلى كون السنة صادرة عن النبي عليه الصلاة والسلام وهي تمثل كل تصرفاته القولية والفعلية والتقريرية، التي لها علاقة بالتشريع.

أما الفقهاء فقد عرفوا السنة بأنها ما يجب فعله من غير وجوب، أي ما يثاب الإنسان على فعله ولا يعاقب على تركه، فالسنة هي مقابل الفرض والواجب، وأما علماء أصول الفقه فعرفوا السنة على أنها مصدر من مصادر التشريع، ومصادر التشريع الأساسية هي القرآن والسنة والإجماع والقياس.

أقسام السنة النبوية:

تنقسم السنة النبوية إلى أربعة أقسام: سنة قولية و سنة فعلية و سنة تقريرية و سنة وصفية.

- السنة القولية:

وهي كل ما ورد من قول عن الرسول صل الله عليه و سلم، ومثال ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في ماء البحر: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته»

- السنة الفعلية:

وهي كل ما صدر عن الرسول صل الله عليه و سلم من أفعال في التشريع، فليست كل أفعال الرسول صل الله عليه و سلم سنة يجب اتباعها، لهذا انقسمت أفعاله إلى ثلاثة أقسام:

1- ما صدر عنه من أفعال خاصة به : كوصاله الصيام في شهر رمضان، فكان يصوم ليومين أو أكثر من دون أن يأكل بينهما، لكنه كان ينهى أصحابه عن ذلك لاختلاف حاله عن حال غيره من الأمة. 

2- ما صدر عن الرسول صل الله عليه و سلم بحكم بشريته كالشرب و الأكل و النوم ...، هذا النوع من الأفعال وإن كان لا يعد تشريعا إلا أنه وجد من الصحابة من كان يتبع أثره في ذلك محبة فيه، وحرصا على اتباعه.

3- ما صدر عن الرسول صل الله عليه و سلم وقصد به التشريع وهو نوعان: أفعال وردت بيانا لمجمل ما جاء في القرآن كقوله صل الله عليه و سلم «صلوا كما رأيتموني أصلي» وأفعال فعلها النبي ابتداءً، فعلى الأمة متابعته فيها والتأسي به.

وكمثال عن ذلك قول عمر رضي الله عنه عندما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه «إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك».

- السنة التقريرية:

وهي كل ما أقره الرسول صل الله عليه و سلم من أقوال وأفعال صدرت عن بعض أصحابه، و ذلك إما بموافقته وإظهار تأييده و استحسانه لها أو بالسكوت عنها وعدم إنكارها.

و كمثال عن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري قال: (خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيبًا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِد الآخر، ثم أتيا رسول الله صل الله عليه و سلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: «أصبت السنة»، وقال للآخر: «لك الأجر مرتين»).

- السنة الوصفية:

وهي تشمل ما حباه الله به من شيم نبيلة وما جبله عليه من أخلاق حميدة، وتشمل هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسدية.
وكمثال عن ذلك ما رواه البخاري عن أنس بن مالك قال: «لم يكن النبي سبَّابا ولا فحَّاشا ولا لعَّانا»