إشكالية تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الإنسانية.. اعتماد علم النفس على الملاحظة الذاتية أو التأمل الباطني أي الاستبطان



إن دراسة الظواهر الإنسانية بنفس الكيفية التي تدرس بها الظواهر الطبيعية طرحت على العلماء أكثر من مشكل.
فالعوائق المطروحة في دراسة الحوادث التاريخية كانعدام الملاحظة المباشرة، وعدم تكرار الحادثة وتغلب الذاتية على الموضوعية تجعلنا نسلم بوجود صعوبة في قيام دراسة علمية.
وهذه العوائق تطرح وبشكل آخر في مجال علم النفس.
فعبارة علم النفس توهمنا بوجود علم يدرس طبيعة النفس البشرية التي هي في الأصل جوهر ميتافيزيقي يستحيل دراسته بطريقة علمية أو بكيفية تجريبية، إلا أن المحدثين من العلماء على غير القدماء يجردون علم النفس من كل طابع ميتافيزيقي ويعتبرونه بحثا في ظواهر النفس لا في جوهرها وهو ما يمكن من قيام علم النفس كعلم وضعي يعتمد على الملاحظة والتجربة كغيره من العلوم الأخرى.
إلا أن طريقة البحث فيه تبقى مختلفة عن طريقة البحث في غيره لاعتمادها على الملاحظة الذاتية أو التأمل الباطني وهو ما يعرف في علم النفس بالاستبطان.
فهل تفحص الذات لذاتها بصورة مباشرة كفيل بفهم النشاط الإنساني والوقوف على قوانينه؟
وعلى هذا الأساس فهل الدراسات الاستبطانية ترفع السيكولوجيا إلى مراتب الدراسة العلمية؟


0 تعليقات:

إرسال تعليق