من البديهي التذكير بأن السياسة التعليمية كلها، وفي كل بقاع العالم، هدفها الأساسي، هدفها الأول والأخير هو خدمة التلميذ. ومن المفروض أن الذي يخدم التلميذ قبل المدير والناظر والحارس العام هو حارس الخارجية أو الداخلية.
فبحكم التجربة الإدارية التربوية يتجلى أن ما كان يسمى "معيدا " من قبل كان يعتبر في النظام التعليمي القديم بمثابة "عين من عيون الإدارة"، يعرف الشاذة والفاذة عن كل التلاميذ ويبلغ عنهم، ويتفنن في عقابهم وزجرهم وحتى في ضربهم، ورغم هذه الخروقات التي كان معمولا بها ومتعارفا عليها، فإن "المعيد" كان له الفضل في تربية التلاميذ ونظامهم ومساعدتهم في الدراسة، وكذا تأطيرهم في "الأنشطة الموازية" كالأنشطة الثقافية و الفنية والرياضية و الترفيهية. ولكن عندما أصبح الطابع التربوي يطغى على تسيير المؤسسات وأصبح "المعيد" يحمل إسم حارس الخارجية أو الداخلية، تغير منظور مهام هذا الأخير، فاضطر إلى نبذ سياسة العنف و الدركية والسلطوية، وأصبح لزاما عليه البحث عن مجالات تنشيط التلاميذ و آليات تحفيزهم للمساهمة الإيجابية في تفجير طاقاتهم الإبداعية وتحقيق إشعاع المؤسسة التي ينتسبون إليها داخليا و خارجيا.
فمعاملة التلاميذ أصبحت تخضع إلى مبادئ التربية الحقة المبنية على روح التعاون والتواصل والحوار البناء و التأطير المستمر والدعم اللامشروط، واحترام توجهات الوزارة الجديدة في مجال التنشيط داخل المؤسسات التعليمية لتفعيلها وتحبيبها لدى التلاميذ.
التسميات
مهام المنشط التربوي