إن الناس الذين كانوا يديرون مصانع الاقتصاد الماضي، القائمة على القوة الخام، كانوا يحبون كثرة العمال المنتظرين والقابلي التبادل، وخاصة الذين كانوا لا يطرحون أسئلة أثناء العمل، حول سلاسل التركيب، أو حول تجميع مواد الشيء المصنوع، وعندما كان الانتاج بالجملة، كان التوزيع والتربية الجماهيرية ووسائل الاعلام وصور اللهو الجماعية تنتشر داخل المجتمع. وهكذا فإن الموجة الثانية قد أنشأت "الجماهير" أيضاً.
وبالمقابل فإن اقتصادات الموجة الثالثة ستلزم الشركات (بل سيكون الميل لديها، إلى تفضيل) عامل مختلف جداً أي إلى عامل يفكر ويطرح أسئلة، ويجدد، ويغامر، أي إلى عمال لا تسهل مبادلتهم.. وبتعبير آخر، إن الموجة الجديدة تؤثر التفرد (وليس هذا بالضرورة كالفردية).
ويميل الاقتصاد العقلاني أو الدماغي الجديد إلى تكوين التنوع الاجتماعي. ذلك أن الإنتاج المعلم (informatiei (1 والمعلوماتي والذي يتم "على القياس" ويتيح المجال لأساليب حياة مادية مختلفة كل الإختلاف.
ويكفي أن تلقي نظرة إلى الـ wal- mart الموجود في زاوية الشارع مع الـ 110000 منتج. أو أن نرى أن أنواع القهوة الكثيرة التي يعرضها starleueks والمقارنة بينها وبين ما كان يوجد منها، منذ بعض السنوات فقط.
ولكن الأمر لا يتعلق بالأشياء وحدها، ذلك أن الموجة الثالثة تبعثر أو تنوّع الثقافة أيضاً، وهي شيء هام جداً. ولا يكفيها هذا، بل إنها تنوّع القيم والأخلاق، أو تنوّع هذه جميعاً. إن وسائل الإعلام، المتنوعة توصل إلى الثقافة عدداً كبيراً من الرسائل المتناقضة أحياناً.
ثم إن أشكال العمل، وكذلك صور اللهو، والفن، والحركات السياسية تتنوع، كما تتنوع أنظمة المعتقدات الدينية. ويلاحظ الإنسان في أمريكا المتنوعة العروق والسكان، أن هذه الفئات القومية، واللغوية والعرقية، ستتكاثر أيضاً.
ويعمل أنصار الموجة الثانية على إصلاح المجتمع الجماهيري de masse أما أنصار الموجة الثالثة فإنهم يحاولون أن يجعلوا التناثر "التنوع" demassification مفيداً.
(1) نترجم كلمة démassifin بكلمة بعثر، ويمكن أن نقول: نوّع.