الأهداف التربوية يجب أن تلبي واقع الطفل وحاجياته.. اختيار الوسائل الأكثر يسرا والأنشطة الأقرب إلى رغبات المتعلمين



ان الاهداف التربوية شانها شان اهداف كل الاعمال فالفلاح له وسائل يعتمد عليها فى تحقيق اهدافه وهناك عقبات يعمل على تذليلها فهو يزرع البذور ثم يسقيها و الشمس ترسل اشعتها والأمطار تهطل و الحشرات تكثر حيث يكون الزرع و الآفات تتكاثر والفصول تتغير ويسعى الفلاح الى استغلال هذه الظروف والعمل بما يتفق معها لتنجح فلاحته ومن الخطا ان لا يراعى الفلاح ظروف المناخ و نوع التربة لان غرضه هو حسن التدبير لكى تكون نتائج عمله ناجحة... ويعتمد فى ذلك على الملاحظة و الدراسة الدقيقة لكل الظروف ليضع خطة عمل تمكنه من التحكم الجيد فى كل هذه الظروف وليوظفها لصالحه...

و المعلم مطالب ايضا بوضع الاهداف بناء على الظروف المحيطة به عبر اختيار الوسائل الاكثر يسرا و الانشطة الاقرب الى رغبات المتعلمين وطرح الوضعيات الاقرب الى واقعهم و التى تدفعهم الى التفاعل معها و الحرص على حلها... و يجب ان يكون الهدف قابلا للتطبيق من خلال غرس روح التعاون بين المتعلمين و تمكينهم من الحرية فى العمل و السماح لهم بالخطا ليصلحوا انفسهم من خلال الاشتراك مع غيرهم فى انجاز العمل... وعلى المتعلم ان يوجه اهتمامه الى الهدف المحدد فى العمل دون غيره...

وبناء على ذلك من الأفضل ان يتحرر المعلم من الاوامر المفروضة عليه من المفتش و كتاب التدريس و المنهج الرسمى ليعالج حاجة الطفل عن قرب و يتبين الهدف الملاءم لرغباته الفطرية فالانسان لا يقدر على صعود عدة جبال فى وقت واحد الا ان المناظر التى يراها من قمة ذلك الجبل تجعله فى غنى عن صعودها كلها... فالمعلم اذا حقق هدفه من الدرس فقد مكن الاطفال من امتلاكهم وسائل تجعلهم قادرين على تحقيق اهداف اشمل فى حياتهم المستقبلية...

و الهدف يصبح حافزا نحو العمل و استغلال الوسائل و تدبر النتائج الممكنة و اختيار افضلها و اكتساب الحرية الذاتية فى العمل فلا يجب ان تفرض الاهداف من الخارج بل ان تكون وليدة الرغبات الفطرية للاطفال و بما يتناسب مع واقعهم و لهذا فان الاهداف تتغير و تختلف من معلم الى آخر و من قسم الى آخر رغم اشتراكهم فى محتوى الدرس لان الهدف الثابت لا يستحث الذكاء ولا يدفع الى العمل المتواصل لانتاج افكار جديدة و مبتكرة.