مجالات الأهداف الإجرائية وسلبياتها المتثلة في المحدودية والبعد عن الكفاءات والقدرات الواجب على التلميذ تعلمها والتحكم فيها

مجالات الأهداف الإجرائية وسلبياتها:

- المجال المعرفي:
ويعنى بالمعلومات وتطوير الملكات الفكرية، يتمكن من خلاله التلميذ من: أن يطبق أو يبرهن، يعالج، يستعمل، ينظم، ينتج...

- المجال العاطفي:
ويعنى بتطوير المواقف والقيم والقدرة على التكيف.. يتمكن التلميذ من الأفعال السلوكية التالية: أن يتقبل، يتطوع، يطيع، يناقش، يتقبل، ينجز...

- المجال الحسي الحركي:
ويعنى بالملكات الحسية والمهارات الحركية عند التلاميذ. يتمكن التلميذ من خلاله: أن يختار، يصلح، يقيس، يعزل، يربط، يعالج...
أظهر التدريس بالأهداف محدوديته ونقائصه، حين جعل من الأهداف الإجرائية مبتورة عن القدرات والكفاءات التي يجب على التلميذ تعلمها والتحكم فيها.

نأخذ على السبيل المثال درسا في القواعد، ليكن موضوعه (المفعول به)، إذا كان الهدف الإجرائي للدرس هو معرفة المفعول به، فإن التلميذ قد يجد صعوبة في توظيفه داخل الجملة أو اكتشافه داخل النص، لأنه لا يملك القدرة على التعبير السليم ولا يعلم دور هذا الاسم المنصوب في معنى الجملة.

وانطلاقا من هذه النقائص اجتهد علماء التربية في وضع طريقة أخرى تدعم وتقوي إيجابيات التدريس بالأهداف و تكمل ما تراه ناقصا. فجاءت طريقة التدريس بالكفايات أو الكفاءات.

إن مفهوم الكفاية جديد على اللغة العلمية، سواء في علم النفس أو علوم التربية أو في مجال التشغيل والتسيير وغيرها.

يعرف القاموس الموسوعي للتربية والتكوين الكفاية بأنها الخاصية الإيجابية للفرد التي تشهد على قدرته إنجاز بعض المهام.

عندما تضع تلميذا ما أمام مهمة عليه إنجازها، وهو لا يتحكم في كل مكوناتها وخطواتها، تصبح تلك المهمة تحديا معرفيا للمتعلم، ويصبح مجموع القدرات والمعارف الضرورية لمواجهة الوضعية وحل الإشكال هو الكفاية التي ينادي بها علماء التربية.

من خصائصها، أنها غير قابلة للملاحظة باعتبارها قدرات داخلية، ونستدل على تحققها لدى المتعلم بالإنجازات التي يتفوق فيها. كذلك، قابليتها للنمو والتطور بما يكسبه المتعلم من قدرات.

ثم هي شاملة ومدمجة لمكتسبات وتعلمات التلميذ في المجالات الثلاثة المعرفية والعاطفية والحسية الحركية.
وأخيرا فإن الكفاية يمكن حصرها وتقييمها انطلاقا من سلوكيات قابلة للملاحظة في وضعية ما.

إن الكفايات أهداف تعليمية أقل عمومية وأقل تجريدا وأكثر ارتباطا بالتعليم، تكون من نتائج سنة دراسية أو مرحلة من مراحل التكوين.
إذا كانت الكفايات أهدافا بعيدة المدى لمخطط تعليمي أو تكويني، فلا بدّ أن تنحلّ إلى قدرات وهي أهداف قريبة أو متوسطة المدى، تتمحور حول مجال واحد من مجالات التعليم: المعرفي، الوجداني، الحسي الحركي.

إنّ المشتغلين بالكفايات يتجنبون الحديث عن الأهداف الإجرائية ويفضلون الحديث عن الإجراءات وعن المؤشرات التي تصلح لتقويم مدى حصول الكفاية، وتتضمن المؤشرات المهارات العملية ومختلف الأداءات التي ينجزها المتعلم لتوظيف الكفاية عمليا وواقعيا.

فلا تعطى الأهمية للنتائج المباشرة بل للمرامي البعيدة المدى، أي تنظيم التدريس بواسطة مدخل الأهداف.
كما يجب التمييز بين الكفايات والإنجاز، فإذا كانت الكفايات غير مرئية فلا يلاحظ إلا من خلال إنجازات وسلوكات مؤشرة.

لتوضيح ذلك نضرب المثال الآتي:
1- الكفاية: التلميذ الذي يقدر على التعبير، انطلاقا من ثروته اللغوية ومقدرته النحوية وخياله الواسع.
2- الإنجاز: وصف تجمع لحشد كبير من العمال أمام مدخل المؤسسة مطالبين برواتبهم المتأخرة.

يوظف التلميذ من خلال الوصف ثلاثة نعوت وأربعة أحوال وتشبيهين..
لم يأت التدريس بالكفايات ليلغي طريقة التدريس بالأهداف، وإنما جاء مكملا له ومصححا لمساره وخطواته.

فالتدريس بالأهداف يرتكز على الأهداف الخاصة والأهداف الإجرائية التي تتسم بالدقة وقابلة للملاحظة والقياس.
أما التدريس بالكفايات فيرتكز على القدرات والإنجازات وهي الأخرى تتسم بالدقة وقابلة للملاحظة والقياس.

إلا أنّ حصول الكفاية لدى التلميذ يعني أن تصبح القدرات التي اكتسبها طوع رهن إشارته يوظفها كلما احتاج إليها فيما يستجد من مواقف وما يعترضه من مشاكل طارئة.

أما الهدف الإجرائي فهو إنجاز جزئي مرتبط بوضعية محددة.
فالقدرة على التذكر، لا يقف الأمر فيها عند تذكر شيء بذاته، كتذكر اسم أو تاريخ، بل يتسع إلى التذكر بشكل عام.

إنّ طريقة التدريس بالكفايات اختيار تربوي استراتيجي، يكون فيها المعلم فاعلا يعمل على تكوين قدرات ومهارات وإنجازات، ولا يبقى منحصرا في مد المتعلم بالمعارف الجزئية المبتورة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال