الإدارة التربوية بين الميثاق الوطني للتربية والتكوين وواقع المدرسة المغربية

من الثابت أن نجاح قطاع التربية والتكوين رهين بتحقيق تحسن نوعي وكمي للمدرسة الوطنية العمومية والخصوصية.

ويتوقف هذا الرهان التربوي النبيل على مدى جودة دعائم العملية التعليمية التعلمية من أساتذة وتلاميذ وإدارة تربوية.

وتعتبر الإدارة التربوية رافعة أساسية لتطوير المدرسة المغربية، باعتبار أدوارها التنظيمية والتدبيرية التربوية الهادفة لبناء مواطن صالح فاعل وإيجابي في مغرب الحداثة والأصالة والتعايش والتسامح.

فما هي أهم مكونات الإدارة التربوية؟

وأين تتجلى أهم الاختصاصات والواجبات التي أقرها النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي لكل أطرها؟

ثم ما هي الإكراهات الواقعية التي تؤثر سلبا على العمل النبيل الذي يقوم به المسؤول الإداري؟

وأيضا ألا يمكن اعتبار طريقة تعيين أطر الإدارة التربوية تقنية تقليدية تساهم في تكريس ضعفها وعدم فاعليتها؟

وأين نحن في ظل واقع تأزم المدرسة المغربية من إدارة قوية فاعلة وعصرية تطال مهام أطرها الأهداف التنظيمية والتواصلية والتخطيطية والإشعاعية ولا تبقى منحصرة وحبيسة شرنقتها العقيمة؟

ألم يحن الوقت لتشبيب أطر إدارتنا التربوية بإعطاء الفرص للعناصر الشابة بإعادة النظر العميقة في مقياس الأقدمية وتعويضه بالكفاءة والتفاني في العمل والقدرة على الممارسة الواقعية لا التنظيرية فقط؟

ثم ألا يستفزنا جميعا- كغيورين على حال إدارتنا التربوية - عتاقة وسائلها التي أكل عليها الدهر وشرب ونام في وقت أصبحت جل المعدات التربوية في البلدان الشمالية وبعض جيراننا تعتمد تكنولوجيا المعلوميات؟

وهل جل أطر إدارتنا غير "المشببة" قادرة على مجاراة هذا التوجه الحداثي أم أنه حان الوقت لإعادة النظر في المقاييس المعتمدة لتعيينها وتعيين حراس عامين ونظار ومديرين شباب بإمكانهم مواكبة زحف العولمة الإعلامي والتقني والتواصلي والتربوي الهادف في أفق مدرسة وطنية راشدة؟

ألم يحن الوقت بعد لتخليق جو الممارسة التربوية لتيسير عمل الأساتذة والأطر الإدارية؟

وأخيرا وليس آخرا ألا يعد الأمن المدرسي ضرورة أصبحت ملحة في مؤسساتنا من شأنها أن تحمي الدور الوطني النبيل لرجل الإدارة بالمدرسة المغربية؟...
أحدث أقدم

نموذج الاتصال