دور المفتش في الارتقاء بجودة التعليم وتحسين الخدمة التدريسية وتجديد البرامج البيداغوجية



للمفتش دور هام في الارتقاء بالجودة من خلال الارتقاء بمداخلها في النظام التعليمي، وذلك عبر مقاربة النظام التعليمي برمته.
ولتقريب هذا الدور نضرب أمثلة فقط مؤشرات لذلك الدور الحيوي.

1- الاطلاع على المنظومة القانونية والتشريعية للنظام التعليمي بعين المختص القانوني لدراستها دراسة عميقة لاستثمار إيجابياتها وتصحيح سلبياتها.

فمثلا القراءة القانونية والنقدية لمفهوم اللامركزية واللاتركيز، محور التجديد القانوني في عشرية التربية والتكوين، تفيد انحباس هذا المفهوم في الجهة دون الإقليم، بل الأكثر منه أنه لا يمتد إلى البنية الأساسية في النظام التعليمي المغربي وهي المؤسسة التعليمية.

وكذلك القراءة القانونية تفيد اختصاص المجلس التعليمي في اختيار الكتاب المدرسي بدل المذكرة الوزارية لتوزيع الكتب المقررة على التراب الإقليمي للنيابات.

فهذا ضرب لمصداقية وقيمة التشريع المدرسي ومناداة صريحة إلى عدم احترام القانون!؟
ومن هنا نستشف دور المفتش في تجويد المنظومة القانونية للتعليم ...

2- تعمق المفتش في البرامج الدراسية والكتب المدرسية قراءة ودراسة ونقدا، يضمن تجديدها بعمق معرفي ومهاري وتقني عال الدقة في إطار مزاوجة البعد المعرفي بالبعد الواقعي في القراءة والدراسة.

وهذا يطلب من المفتش قبل القراءة أن يتسلح بالمعرفة العميقة لحقل المتن التعليمي وبالنقد الواعي بمسؤولية أهميته في جودة التعليم.

فالدراسات والبحوث التي يقوم بها بعض المفتشين تشكل رافدا من روافد تصحيح هذه البرامج والكتب، وتشكل مرجعا علميا للوزارة لأجل الاستفادة منه بل تشكل قوة ضاغطة عليها من أجل الاعتراف بدور المفتش في المنظومة التربوية وفي جودة ناتجها...

3- رصد المفتش الوضعيات التعليمية الصفية مدخل واسع لممارسة تحسين الخدمة التدريسية نحو الجودة، لما يقف عليه من اختلالات ميدانية وواقعية في تصريف المخطط من العملية التعليمية التعلمية عمليا في القسم. وبما يسمح له بالتدخل الفعلي للتصحيح والرقي بالأداء الصفي نحو الجودة؛ خاصة إذا كان التدخل محصنا بالعلم والخبرة والتجربة...

4- إجراء المفتش البحث العلمي والميداني باب واسع إلى تجويد المنتوج التعليمي، فالقيام ببحوث علمية دقيقة كفيل بتغيير الواقع التعليمي نحو الأجود من المعرفة، ونحو الأتقن من المهارة، ونحو الأفضل من الأخلاق بل تركيز لثقافة البحث العلمي في الفكر التربوي وفي الممارسة الميدانية التربوية، الضامن الأساس لتطور منظومتنا التربوية والتكوينية...

هذه إشارة خفيفة لدور بعض آليات تدخل المفتش في تجويد منظومتنا التعليمية، قصد تحسيس الوزارة بأهمية ومكانة هذا الجهاز في فعل التجديد، وبغية وعي المفتش بدوره الحقيقي تجاه الجودة من جهة أولى، وتجاه إطار التفتيش.


0 تعليقات:

إرسال تعليق