أي الفريقين أحب إلى الله؟ سؤال أطرحه عليك وأرجو أن تجيب بصدق وقبل الإجابة آمل منك أن تتفكر في حالك ومصيرك الذي ستصير إليه؟
هل الذين أحيوا ليلهم بالضرب على المرواس والعود والرقص على أنغام الموسيقى أحب إلى الله أم الذين أحيوا ليلهم بالقيام لله رب العالمين؟
هل الذين سهروا على لعب البلوت أحب أم الذين سهروا بقراءة القرآن وتدبره؟
هل الذين جلسوا طوال الليل أمام القنوات الفضائية أحب إلى الله أم الذين صفوا أقدامهم ..خاشعة قلوبهم ..باكية عيونهم ..وجلت أفئدتهم لله رب العالمين ؟!!
هل الذين سمروا في المقاهي وعلى الأرصفة وفي الاستراحات أحب إلى الله أم الذين سمروا لتعلم العلم والفقه في الدين ومدارسة حديث رسول الله r ؟!!
أما علمت أن أَهْل اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ فِي لَهْوِهِمْ ..كَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أَهْلُ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ فِي لَهْوِهِمْ ، وَلَوْلَا اللَّيْلُ مَا أَحْبَبْت الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا. وَقَالَ: إذَا جَنَّ اللَّيْلُ وَخَلَا كُلُّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ افْتَرَشَ أَهْلُ الْمَحَبَّةِ أَقْدَامَهُمْ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، أَشْرَفَ الْجَلِيلُ جَلَّ جَلَالُهُ فَنَادَى : يَا جِبْرِيلُ بِعَيْنِي مَنْ تَلَذَّذَ بِكَلَامِي وَاسْتَرْوَحَ إلَى مُنَاجَاتِي، نَادِ فِيهِمْ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا الْبُكَاءُ ؟ هَلْ رَأَيْتُمْ حَبِيبًا يُعَذِّبُ أَحِبَّاءَهُ ؟ أَمْ كَيْفَ يَجْمُلُ بِي أَنْ أُعَذِّبَ قَوْمًا إذَا جَنَّهُمْ اللَّيْلُ تَمَلَّقُونِي فَبِي حَلَفْت إذَا قَدِمُوا عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَأَكْشِفَنَّ لَهُمْ عَنْ وَجْهِي يَنْظُرُونَ إلَيَّ وَأَنْظُرُ إلَيْهِمْ ".
فيا من أسرفت على نفسك ـ وكلنا ذلك المسرف ـ أما آن لك أن تختار ما هو أنفع لك؟ أما أن لك أن ترجع إلى ربك؟ أما أن لك أن يخشع قلبك ويرجف فؤادك؟ أما آن أن تعود في ركاب الصالحين؟ وفي كوكبة المصلحين ؟ بلى قد آن ..بلى قد آن اللهم تاب على التائبين واغفر ذنوب المستغفرين واجعلن من السابقين يا رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.