الحياة الميتة.. حياة زوجية تفتقد وحدة الهدف والأحلام المشتركة والمشاعر المتبادلة

سؤال:
إن مسمى "الحياة الميتة" على حياتي الزوجية هو أفضل اسم..
أنا ولله الحمد ملتزمة وحريصة على تطبيق تعاليم ديننا وزوجي محافظ على الصلاة ولكنه ليس حريصاً كثيراً على غير ذلك، ولهذا فنحن ليس لنا هموم ولا أهداف مشتركة فكما يقولون أنا في واد وهو في واد..

لأجل هذا فنحن لا نتناقش في كثير من الأمور لأن مبادئنا ونظرتنا تختلف عن بعض... وكل واحد منا يحترم مشاعر الآخر، فأنا مثلاً أسمع ما أريد من أشرطة المحاضرات والقرآن ولكن لوحدي فإذا جاء زوجي توقفت عن الاستماع وهو يستمع لما يريد من أشرطة الغناء فإذا جئت عنده أغلقه، وقس على هذا أموراً كثيرة، زوجي طلب مني أن لا أعطيه شريطاً ولا كتاباً ولا أنصحه فكل واحد يعيش حسب هواه...

المشكلة أن حياتنا ميتة وأنا قلقة على أطفالي الصغار إذا كبروا وبدأوا يفهمون فكيف يفرقون بين الصواب والخطأ. هل الأفضل لي أن أنفصل أم أستمر وماذا أفعل.. أرشدوني لأني محتارة جداً.

الجواب:
إن ما تعانين منه اليوم إنما هو ثمرة تقصيرك بالأمس، حيث رضيت الزواج برجل ضعيف في إيمانه، مقصر في دينه، وخالفت التوجيهات الربانية والتوصيات النبوية في الحث على أهمية صلاح الزوج واستقامة حاله، حيث قال الله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم) النور، الآية : 32. وقال (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) النور، الآية :26.

وجاءت السنة لتؤكد على هذه القضية حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إذا أتاكم من ترضون دينه فزوجوه".. وكم من الصالحات اللائي كن شعلة من الحماس في الدعوة تزوجن ليكملن نصف دينهن ـ كما تقول العامة ـ فاصبحن بعد زواجهن برجال غير ملتزمين، بربع دين أو أقل من ذلك !! حيث فترن عن الطاعة وخالطن المعصية فزلت أقدام بعد ثبوتها نعوذ بالله من الحور بعد الكور؛ ولذا فعلى جميع الأخوات أن يتثبتن ويتحرين في السؤال عن دين الخاطب ومدى صلاحه وتقواه؛ لأن الزواج عشرة دنيوية وعبادة ربانية كما أنه أيضاً في الغالب رابطة أخروية حيث يجمع الله عز وجل الزوجة الصالحة بزوجها الصالح في الجنة لتكون زوجة له قال الله تعالى: (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم)  الرعد، الآية :23 وقال : (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)..

وعلى أي حال ـ فالأمر ما دام وقع ـ فإني أوصيك بمعاشرة زوجك بالمعروف وأداء حقوقه والإحسان إليه لتكسبي حبه وتملكي قلبه، فإن الإنسان مجبول على حب من أحسن إليه ويستحي أن يرد له دعوة أو يرفض له نصيحة.. وعليك بتخوله بالنصيحة كلما سنحت فرصة للوعظ ولو كره منك ذلك، وليكن نصحك له بالحكمة والموعظة الحسنة مذكرة إياه بالموت وبالجنة والنار وبنعم الله عليه في الصحة والعافية وسعة الرزق..

يبقى أن نؤكد على أمرٍ مهم لا بد أن تنتبهي إليه وتحذري منه وهو الانحراف معه في تقصيره أو مشاركته في منكراته أو طاعته في معصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعلمي أن المعصية ما كانت في يوم من الأيام طريقا للسعادة..

وأما مسألة الانفصال فلا أرى ذلك لكونه يصلي من ناحية، ولأنه لا يظهر شيئاًَ من المنكرات أمامك ولا يرغمك عليها، من ناحية أخرى، وعليه فاصبري واحتسبي واسألي الله ـ عز وجل ـ له الهداية خاصة في السجود وفي الثلث الأخير من الليل. أسأل الله ـ عز وجل ـ أن يهدينا وإياه وجميع المسلمين.