الإباحية تقود حركة التطوير التقني.. صناعة الإباحية تخلق أفكارا جديدة

لم تمض سوى أيام فقط على إطلاق شركة "أبل" لجهاز "آي باد"، الذي تم ترويجه كأداة للعب، وتصفح الكتب والقراءة على شبكة الانترنت، إلا وسارعت شركات صناعة الجنس لتعلن عن منتجاتها للجهاز الجديد.

ففي خطوة "سباقة"، أعلنت واحدة من أكبر شركات "الإباحية"، في العالم أنها ابتدعت تقنية جديدة لتشغيل الفيديو مباشرة من الإنترنت على "آي باد"، متخطية بذلك القيود التي فرضتها "أبل"، على المحتوى الإباحي.

ويوضح الإعلان الحقيقة المعروفة على نطاق واسع، ولكن نادرا ما يتم الحديث عنها، وهي أنه في عالم التكنولوجيا، وعندما يكون هناك منصة محتوى جديد، فإن صناعة الترفيه للكبار هي التي تقود التطوير والمواءمة معه، إن لم تكن قد ساعدت في اختراعه أصلاً.

ويقول جوناثان كوبرسميث، وهو أستاذ تاريخ التكنولوجيا في جامعة تكساس أيه آند أم، "ليس بالضرورة أن صناعة الإباحية تخلق أفكارا جديدة، لكنْ هناك فرق كبير في أي تكنولوجيا بين الفكرة والتطبيق الناجح".

وفي حين أن الطبيعة الغامضة لصناعة الترفيه للكبار تجعل من الحصول على أرقام دقيقة أمر صعب للغاية، إلا أنه من المسلّم به عموما أن الإباحية كانت الصناعة الأولى التي كسبت المال على شبكة الإنترنت، ومازال أقطاب تلك الصناعة يحققون نحو مليار دولار سنويا.

ومنذ اختراع المطبعة إلى صناعة الكاميرات الفورية، وبدءاً من فكرة الدفع مقابل كل عرض، وإلى حين اختراع أجهزة الفيديو، كان تجار المواد الإباحية، المحترفين والهواة، من بين أسرع أولئك الذين يتبنون التقنية الحديثة والأدوات التي أفرزتها.

يذكر أن أول عرض علني لفيلم سينمائي كان في العام 1895، ووفقا لكوبرسميث فإن صناع الإباحية سارعوا إلى الإفادة من التقنية الثورية آنذاك، وأنتجوا أول فيلم للبالغين بعد ذلك التاريخ بعامين فقط أي في العام 1897.

ويقول أوليفر مارك هارتويتش الخبير الاقتصادي في مركز "الدراسات المستقلة" الأسترالي، من جهته، إن "خير مثال على كون منتجي الإباحية سباقون هو اختراع جهاز عرض الفيديو، فقد كان مسؤولو هوليوود متوترين ويخشون القرصنة وسرقة الأفلام، لكن أمراء صناعة الإباحية، وجدوا فيه سوقا جديدة كبيرة وأرادوا اغتنام الفرصة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال