جامعة أم درمان الإسلامية: من الوقف الإسلامي إلى الصدارة الأكاديمية - رحلة أقدم صرح تعليمي في السودان وتوسعه من العلوم الشرعية إلى الشاملة

جامعة أم درمان الإسلامية:

تعد جامعة أم درمان الإسلامية منارة علمية عريقة في السودان، تتربع على قمة الجامعات السودانية كأقدم صرح تعليمي. يرأس الجامعة حاليًا الأستاذ الدكتور حسن عباس حسن، وتتميز بكونها إحدى المؤسسات التعليمية القائمة على نظام الوقف الإسلامي، وهو ما يعكس جذورها الإسلامية العميقة وفلسفتها التمويلية المستدامة.

النشأة والتأسيس:

تعود قصة تأسيس جامعة أم درمان الإسلامية إلى مبادرة قيمة من قبل أحد القضاة السودانيين، الذي سعى لإنشاء مؤسسة تعليمية تركز في بادئ الأمر على نشر العلوم الشرعية والإسلامية. هذا التأسيس المبكر وضع حجر الأساس لجامعة ستتوسع وتتطور لتصبح صرحًا تعليميًا شاملًا يخدم المجتمع السوداني.

الحرم الجامعي والتوزيع الجغرافي:

تمتد الجامعة على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 500 فدان (ما يعادل 2 كيلومتر مربع)، وتقع جميع منشآتها ضمن حدود مدينة أم درمان التاريخية. يضم الحرم الجامعي قسمين رئيسيين لضمان بيئة تعليمية مناسبة ومنفصلة لكل من الطلاب والطالبات:
  • قسم الطلاب: يقع في منطقة الفتيحاب، وهي منطقة حيوية توفر للطلاب بيئة أكاديمية متكاملة.
  • قسم الطالبات: يقع في منطقة الثورة، ويوفر للطالبات حرمًا جامعيًا خاصًا يلبي احتياجاتهن التعليمية والمعيشية.

التطور الأكاديمي والتوسع في التخصصات:

في بدايتها، ركزت الجامعة بشكل حصري على تدريس العلوم الإسلامية، وهذا هو السبب وراء تسميتها "الإسلامية". بدأت بكليتين أساسيتين هما:
  • كلية أصول الدين: التي عنيت بتدريس علوم القرآن والسنة والعقيدة.
  • كلية الشريعة والاقتصاد: التي جمعت بين علوم الفقه وأصوله، بالإضافة إلى مبادئ الاقتصاد من منظور إسلامي.
كانت هذه الكليات تهدف إلى ترسيخ اللغة العربية والعلوم الشرعية كأساس للتعليم. ومع مرور الوقت، أدركت الجامعة أهمية التوسع لتشمل مجالات معرفية أوسع تلبي احتياجات سوق العمل والمجتمع. وعليه، شهدت الجامعة تطورًا ملحوظًا لتضم كليات نظرية متنوعة مثل:
  • كلية الاقتصاد: توسعًا لقسم الاقتصاد الأولي، لتشمل دراسة الاقتصاد بمناهجه الحديثة.
  • كلية التربية: لإعداد الكوادر التعليمية المؤهلة.
  • كلية الإدارة: لتدريس علوم الإدارة والأعمال.
  • كلية الآداب: لتشمل تخصصات اللغة والتاريخ والجغرافيا وغيرها من العلوم الإنسانية.

مع مطلع التسعينات، دخلت جامعة أم درمان الإسلامية مرحلة جديدة من التوسع الطموح، حيث بدأت في إضافة كليات عملية حديثة لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية. شمل هذا التوسع إنشاء كليات رائدة مثل:
  • كلية الطب: لتأهيل الأطباء والمختصين في المجال الصحي.
  • كلية الهندسة: لتغطية مختلف التخصصات الهندسية.
  • كلية الزراعة: لتدريس العلوم الزراعية وتطوير القطاع الزراعي في السودان.

خلاصة:

يعكس هذا التوسع رؤية الجامعة في تقديم تعليم شامل ومتكامل، يجمع بين الأصالة الإسلامية والمعاصرة العلمية، لتسهم بفاعلية في التنمية الشاملة للسودان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال