ما هو تعريف الجمع مع التفريق في البلاغة؟.. أن يجمع المتكلّم بين شيئين في حكم واحد ثم يفرق بين جهتي إدخالهِما



تعريف الجمع مع التفريق:

هو أنْ يجمعَ المتكلِّمُ بين شيئينِ في حكمٍ واحدٍ، ثم يفرقُ بينَ جهتيْ  إدخالهِما، كقوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (76) سورة ص.

ومنه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} (12) سورة الإسراء.

ومثله قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)}[هود/105-108].

فقدْ جمعَ الأنفسَ في عدمِ التكلّمِ ثمّ فرّقَ بينها بأنَّ بعضَها شقيٌّ وبعضَها سعيدٌ، ثم قسّمَ الشقيَّ والسعيدَ إلى ما لهمْ هناكَ في الآخرةِ من الثوابِ والعقابِ.

و كقول الشاعر[1]:
فَوَجْهكَ كالنَّارِ في ضَوْئِهَا
وقَلْبِيَ كالنَّارِ في حَرِّهَا
 شبَّه وجهَ الحبيبِ وقلبَ نفسهِ بالنارِ، وفرَّقَ بين وجهي المشابهِة.

هوامش:

[1]- نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 312) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 115) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 241).


المواضيع الأكثر قراءة