ما هو تعريف الجمع مع التقسيم في البلاغة؟.. أن يجمعَ المتكلم بين شيئين أو أكثر تحت حكم واحد ثم يقسم ما جمعَ أو يقسم أولا ثم يجمع



تعريف الجمع مع التقسيم:

هو أن ْيجمعَ المتكلِّم بين شيئينِ أو أكثرَ تحتَ حكم ٍواحدٍ، ثم يُقسِّمُ ما جمعَ أو يقسِّم ُأوّلا، ثم يجمعُ.
فالأول- نحو قوله تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (42) سورة الزمر .

وكقول المتنبي  [1]:
حتَّى أقامَ على أرْباض خَرْشنةٍ
تَشقى به الرُّومُ والصُّلْبانُ والبِيَعُ
للسَّبي ما نَكَحُوا والقَتلِ ما ولَدُوا
والنَّهْبِ ما جَمَعوا والنَّارِ ما زَرَعُوا
جمعَ في البيتِ الأول شقاءَ الرومِ بالممدوحِ على سبيلِ الإجمالِ حيث قال: تشقى به الروم، ثم قسَّم في الثاني وفصَّله.

و كقول حسان رضي الله عنه [2]:
 قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا
سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ
قسَّم في البيتِ الأول صفة َالممدوحينَ إلى ضرِّ الأعداءِ ونفع الأولياءِ ثم جمعهُما في البيتِ الثاني حيثُ قال: سجيةٌ تلكَ. 

ومنْ لطيفِ هذا الضربِ قولُ الآخرِ [3]:
لو أنَّ ما أنتمُ فيه يدومُ لكم
ظننتُ ما أنا فيه دائماً أبدا
لكنْ رأيتُ الليالي غيرَ تاركةٍ
ما سرَّ منْ حادثٍ أو ساءَ مطِّردا
فقدْ سكنتُ إلى أني وأنكُم
سنستجدُّ خلافَ الحالتينِ غدا
فقوله: خلافَ الحالتينِ جمعٌ لما قسَّمَ لطيفٌ، وقدِ ازدادَ لطفاً بحسنِ ما بناهُ عليه من قوله:فقدْ سكنتُ إلى أني وأنكُم.

هوامش:

[1]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 286) وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 227) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 312) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 49 / ص 2) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 115) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 242).

[2]- منتهى الطلب من أشعار العرب - (ج 1 / ص 278)  ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 5 / ص 42) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 136) وصبح الأعشى - (ج 1 / ص 155) والأغاني - (ج 1 / ص 395) وديوان حسان بن ثابت - (ج 1 / ص 131) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 8 / ص 57)  والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 115) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 185) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 243).
[3]- زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 262) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 115).