ما هو تعريف الجمع في البلاغة؟.. أن يجمع المتكلم بين متعدد تحت حكم واحد إما في اثنين أو أكثر



تعريف الجمع:

هو أنْ يجمعَ المتكلِّم ُبين متعدِّدٍ، تحتَ حكمٍ واحدٍ وذلك:

1- إمَّا في اثنينِ:

نحو قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46) سورة الكهف.
فقد جمع بين المال والبنون.
ونحو قوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (28) سورة الأنفال.
فقد جمع بين الأموال والأولاد، وقد ذكر هذا كثيرا في القرآن الكريم، كالجمع بين الإيمان والعمل الصالح في أكثر من خمسين موضعا 

2- وإمَّا في أكثرَ:

نحو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (90) سورة المائد.
وكقوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (24) سورة التوبة.
وكقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (55) سورة المائدة.

وكقول الشاعر [1]:
إِنَّ الشَّبَابَ والفَرَاغَ والجِدَهْ
مَفْسَدةٌ للعَقْلِ أَيُّ مَفْسَدهْ

وكقول الشاعر[2]: 
أرَاؤُهُ وَعَطاياهُ ونِعمتُهُ
وعفوُهُ رحمَةٌ للنَّاس كلِّهم

وكقول  ابن الرومي [3]: 
آراؤُكمْ وَوُجوهُكمْ وَسيُوفُكمْ
في الحادِثاتِ إذَا دَجوْنَ نُجومُ
فِيها مَعالِم لِلهدَى وَمصابحٌ
تَجلو الدُّجَى والأُخْرَياتُ رجومُ

هوامش:

[1]- لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 52)   ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 52) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 273) ومعجم الأدباء - (ج 2 / ص 231) والأغاني - (ج 1 / ص 356) وتاج العروس - (ج 1 / ص 2173) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 114).

[2]- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 230).
[3]- تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 28) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 313) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 68 / ص 214) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 114) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 226).


ليست هناك تعليقات