تعريف الصفة المشبهة:
تُعدّ الصفة المشبهة من أهم المشتقات في اللغة العربية، وهي شبيهة باسم الفاعل المتعدي، وتعمل عمله فترفع فاعلاً أو تنصب مفعولًا به (أو ما يشبهه). يفضل في الصفة المشبهة أن تضاف إلى ما هو فاعل لها في المعنى، كما في الأمثلة: "أنتَ حَسَنُ الخُلُقِ، نَقِيُّ النفسِ، طاهرُ الذَّيلِ".
حالات معمول الصفة المشبهة:
تتعدد حالات معمول الصفة المشبهة، ويمكن أن يأتي على أربعة أشكال رئيسية، تعكس المرونة في استخدامها:
1. الرفع على الفاعلية:
في هذه الحالة، يُرفع المعمول على أنه فاعل للصفة المشبهة. يمكن أن يكون المعمول معرفة أو نكرة، مضافًا أو غير مضاف.
- مثال: "عليٌّ حسَنٌ خُلقُهُ" (خُلُقه: فاعل مرفوع، والهاء مضاف إليه).
- مثال: "عليٌّ حسَنٌ الخُلُقُ" (الخُلُقُ: فاعل مرفوع).
- مثال: "الحسنُ خُلقُه" (خُلقُه: فاعل مرفوع، والهاء مضاف إليه).
- مثال: "الحسنُ خُلُقُ الأبِ" (خُلُقُ: فاعل مرفوع، الأبِ: مضاف إليه).
2. النصب على التشبيه بالمفعول به:
إذا كان المعمول معرفة، يجوز نصبه على التشبيه بالمفعول به، وهو ما يُعرف بالتمييز الملفوظ أو تمييز النسبة.
- مثال: "عليٌّ حسنٌ خُلقَهُ" (خُلقه: منصوب على التشبيه بالمفعول به، والهاء مضاف إليه).
- مثال: "عليٌّ حَسَنٌ الخُلُقَ" (الخُلُقَ: منصوب على التشبيه بالمفعول به).
- مثال: "الحسنُ الخُلُقَ" (الخُلُقَ: منصوب على التشبيه بالمفعول به).
- مثال: "الحسنُ خُلُقَ الأبِ" (خُلُقَ: منصوب على التشبيه بالمفعول به، الأبِ: مضاف إليه).
3. النصب على التمييز:
إذا كان المعمول نكرة، فإنه يُنصب على التمييز، وهي الحالة الأكثر شيوعًا ووضوحًا لتمييز النسبة.
- مثال: "عليٌّ حسنٌ خُلقاً" (خُلقاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة).
- مثال: "الحسنُ خُلقاً" (خُلقاً: تمييز منصوب).
4. الجر بالإضافة:
تُعدّ هذه الحالة من أكثر حالات استخدام الصفة المشبهة، حيث يُجرّ المعمول بالإضافة إلى الصفة، مما يجعل الصفة المشبهة تعمل عمل المضاف.
- مثال: "عليٌّ حسَنُ الخُلُقِ" (الخُلُقِ: مضاف إليه مجرور).
- مثال: "الحسنُ الخُلُقِ" (الخُلُقِ: مضاف إليه مجرور).
- مثال: "عليٌّ حسَنُ خُلُقهِ" (خُلُقهِ: مضاف إليه مجرور، والهاء مضاف إليه).
- مثال: "عليٌّ حسَنُ خُلُقِ الأبِ" (خُلُقِ: مضاف إليه مجرور، الأبِ: مضاف إليه).
- مثال: "الحسن خُلُقِ الأبِ" (خُلُقِ: مضاف إليه مجرور، الأبِ: مضاف إليه).
حالات امتناع إضافة الصفة المشبهة
هناك حالات معينة تمتنع فيها إضافة الصفة المشبهة إلى معمولها، وهي حالات يجب الانتباه إليها لتجنب الوقوع في الخطأ النحوي:
- إذا اقترنت الصفة المشبهة بأل التعريف، وكان معمولها مجردًا منها ومن الإضافة إلى ما فيه "أل": في هذه الحالة، لا يجوز إضافة الصفة المشبهة إلى معمولها.
- مثال خاطئ: "عليٌّ الحسنُ خُلقهِ" (هنا الصفة "الحسن" معرفة بأل، ومعمولها "خلقه" مضاف لضمير لا يحتوي على "أل").
- مثال خاطئ: "العظيمُ شدَّة بأسٍ" (هنا الصفة "العظيم" معرفة بأل، ومعمولها "شدة بأس" نكرة وغير مضافة لاسم معرف بأل).
- الصحيح في هذه الحالات: أن يُنصب المعمول على التمييز أو يُرفع على الفاعلية، أو يُجرّ بـ "أل" أو ما أُضيف إليه.
- مثال صحيح: "الحسنُ الخُلُقِ" (الصفة معرفة بأل، والمعمول معرف بأل، فتصح الإضافة).
- مثال صحيح: "العظيمُ شِدَّةِ البأسِ" (الصفة معرفة بأل، والمعمول أُضيف إلى ما فيه أل، فتصح الإضافة).