معاني جرف الجر (الكاف).. التشبيه. التعليل. التوكيد



معاني جرف الجر (الكاف):

الكافُ: لها أَربعةُ معانٍ:

1- التشبيهُ:

وهو الأصلُ فيها، نحو: "عليٌّ كالأسد".

2- التّعليلُ:

كقوله تعالى: {واذكرُوهُ كما هداكم}، أَي: لهدايتهِ إيّاكم. وجعلوا منه قوله تعالى: {وَيْ كأنّهُ لا يُفلحُ الكافرون!}. أَي: أعجبُ أَو تَعجّبْ لعَدم فلاحهم.
فالكافُ: حرف جر بمعنى اللام، وأنَّ: هي الناصبةُ الرافعة.

3- معنى "على":

نحو: "كُنْ كما أَنتَ"، أَي: كُن ثابتاً على ما أنت عليه.

4- التّوكيدُ:

- وهي الزائدةُ في الإعراب - كقولهِ تعالى: {ليس كمِثلهِ شيءٌ}، أي: ليس مِثلهُ شيءٌ، وقولِ الرَّاجز يَصفُ خيلاً ضوامرَ: "لَواحِقُ الأقرابِ، فيها كالمقَق". 

واعلم أَنَّ الكاف قد تأتي اسماً بمعنى "مِثلٍ"، كقول الشاعر:
أَتَنتَهونَ؟ وَلَنْ يَنْهى ذّوي شَطَطٍ + كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فيهِ الزَّيتُ والفُتُلُ

وقول الراجز:
"يّضْحَكْنَ عَنْ أسنان كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ"

ومنهُ قول المُتنبي:
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالْعَفْوِ عَيْنُهمْ + ومَنْ لَكَ بالحُرِّ الَّذِي يَحْفَظُ الْيَدا

ومن العلماءِ من خصَّ ورودَ اسماً بضرورة الشعر.
ومنهم من أَجازهُ في الشعر والنثرِ، كالأخفش وأبي علي الفارسي وابن مالكٍ وغيرهم.

ويشهدُ لهم قولهُ تعالى، عن لسان المسيح، عليه السلام، في سُورة آل عمرانَ: {أني أخلُقُ لَكم من الطّين كهيئةِ الطير، فأنفُخُ فيه فيكونُ طيراً بإذنِ اللهِ} أي: مثلَ هيئةِ الطير. فالكاف: اسمٌ بمعنى "مثل"، وهي في محلّ نصبٍ على أنها مفعولٌ به لأخلُقُ.

والضميرُ في "فيه" يعود على هذه الكاف الاسميّة، لأنَّ مدلولها مُذكَّرٌ وهو "مِثل".
ولو لم تُجعل الكاف هنا بمعنى "مِثل" .... الضميرُ بلا مرجع، لأنهُ لا يجوزُ أن يعود إلى "الطير"، لأن النفخ ليس في الطير نفسه، وإنما هو فيما يُشبهُهُ، ولا على هيئة، لأنها مؤنثة.

وقد أعاد الضمير على الهيئة، في سورة المائدة، وهو قولهُ تعالى: {وإذْ تَخلُقُ من الطين كهيئة الطير بإذني، فتنفخُ فيها فتكونُ طيراً بإذني}.