شرح وتحليل النص القرائي المرأة والتنمية لمصطفى محسن - قضية المرأة وتحديات التعليم والتنمية البشرية



النص:

المرأة والتنمية ص- 124.

مما لا جدال فيه أن المرأة العربية عامة، والفتاة بشكل خاص، قد حققت في الوقت الراهن، قیاسا إلى أواسط القرن العشرين مثلا، نوعا من الاعتراف بعدد لا يستهان به من حقوقها في ميادين التربية والثقافة والشغل والحقوق السياسية والمدنية، فاقتحمت بذلك مجالات اجتماعية وإنتاجية كثيرة، محاولة بذلك إثبات ذاتها بوصفها مواطنة مسؤولة، وتأكيد مساهمتها بشكل فاعل ومنتج، غير أنها، مع ذلك، ما تزال حتى الآن بالرغم من هذه القفزة، دون تحقيقها للأهداف المرجوة من اقتحامها المجالات الآنفة الذكر، إذ ما تزال تعاني الكثير من مظاهر عدم تكافؤ الفرص التعليمية والاجتماعية عموما، فالمرأة في جل مجتمعاتنا العربية، تواجه مختلف أشكال الاستغلال والحرمان المضاعف.

ولعل من أهم العوامل الفاعلة في إنتاج شروط هذه الوضعية، سيطرة العادات والتقاليد غير الملائمة لروح العصر، وسوء فهم التعاليم الدينية، وانتشار الأمية بين جيل الكبار من الرجال والنساء على حد سواء، وصعوبة الاتصال، والعزلة النسبية عن العالم الخارجي، وعدم امتداد ما حدث من تطور ثقافي وحضاري في المدينة إلى الريف.

إن التعليم بالنسبة للفتاة القروية هو سبيلها الوحيد للتحرر والمساواة وتأكيد الذات، وتحقيق الاندماج الاجتماعي المطابق والمناسب لمقوماتنا الحضارية وحاجاتنا إلى تنمية ملائمة شاملة ومستديمة. فالمواطن اليوم، لم يعد يقوم انطلاقا من خصائص مرتبطة بجنسه أو لونه، وإنما تحدد قيمته الاجتماعية بناء على كفاءته وقدرته على الخلق والإبداع والمساهمة في مسيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي للمحيط الذي ينتمي إليه، سواء كان ذكرا أم أنثى. ومما لاشك فيه أن كفاية الفرد في المجتمع الحديث تستند إلى التعليم والتكوين في مختلف المجالات المعرفية أو الفنية المتخصصة.

إن الرهان على النهوض بتعليم المرأة و تحريرها، ضمن قيمنا ومقوماتنا الدينية والثقافية والحضارية وعلى تغيير النظرة الدونية إلى مكانتها و مستوى مساهمتها، يعتبر من بين أهم الشروط والمقومات التي ينبغي أن تبنى عليها المراهنة على كسب معركة التغيير التي تخوضها مجتمعاتنا العربية، وفي مقدمتها المجتمع المغربي، بل مجتمعات العالم الثالث بشكل عام. ذلك أن بناء أو تكوين المواطن-الإنسان، وفق مشروع تربوي و اجتماعي محدد وهادف، يقع بالتأكيد في صلب هذه المعركة الحاسمة.
مصطفى محسن "قضايا المرأة، وتحديات التعليم والتنمية البشرية"
سلسلة المعرفة للجميع - العدد 15، مطبعة النجاح الجديدة، غشت 2002
الصفحة 52 وما بعدها (بتصرف)

نوعية النص:

مقالة أدبية فكرية تهتم بحقوق المرأة، وخاصة القروية.

صاحب النص:

مصطفى محسن كاتب مغربي ولد بمدينة آسفي.

مصدر النص:

قضية المرأة وتحديات التعليم والتنمية البشرية، سلسلة المعرفة للجميع، ع15.. ص:52..

الشرح اللغوي:

لا جدال: لا اعتراض ولا مناقشة.
لا يستهان به: جدير بالعناية.
الدونية: النظرة التي تعتبر المرأة دون قيمة الرجل.

الفكرة العامة:

بيان الكاتب دور التعليم والتقويم في النهوض بقضية المرأة وجعلها تندمج في مجالات اجتماعية وإنتاجية كثيرة.

الأفكار الأساسية:

1- إقرار الكاتب أن المرأة العربية حققت في الوقت الراهن عددا لا يستهان به من حقوقها، إلا أنها ما زالت تعاني من صعوبات وعراقيل تقف في وجهها.
- الصعوبات التي تواجهها المرأة بسبب عدم تكافؤ الفرص.
- الاستغلال من طرف الرجل، الحرمان الأمية..

2- العوائق التي تحول دون تحقيق المرأة لأهدافها.
3- التعليم هو السبيل الأنجع لتحرير الفتاة من الصعوبات التي تواجهها.
4- شروط كسب معركة التعبير في المجتمعات العربية.
- تغيير النظرة الدونية للمرأة.
- التعليم والتكوين في مختلف المجالات المعرفية والتقنية.

التحليل:

نستخلص من خلال قراءتنا النص؛ أن المرأة العربية لا زالت تعيش تهميشا من طرف الرجل، ولكي توطد علاقتها داخل المجتمع وتحقق أهدافها، وتساهم في التنمية البشرية والاجتماعية، لا بد إعطائها قيمتها الأساسية وعدم اعتبارها دون الرجل في كل المجالات.
لذلك وجب أولا محاربة أميتها، والاستغناء عن الطرق السلبية في استغلالها.