نظرية الحجم الأمثل للسكان.. العلاقة بين حجم السكان والإنتاج



نظرية الحجم الأمثل للسكان:

المقدمة:

ترى نظرية الحجم الأمثل للسكان أن لكل إقليم حجماً مثالياً للسكان يتناسب مع مقدرته الإنتاجية. وتفترض أن زيادة السكان في الإقليم الذي ينقص عدد سكانه عن الحجم الأمثل تؤدي إلى زيادة الإنتاج بنسبة تزيد عن نسبة هذه الزيادة. أما إذا تجاوز عدد السكان هذا الحجم، فإن أي زيادة سكانية ستؤدي إلى انخفاض كمية المنتجات التي تخص الفرد في المتوسط.

العلاقة بين حجم السكان والإنتاج:

تعتمد نظرية الحجم الأمثل للسكان على نظريتيْ الإنتاج والغلة المتناقصة. تفترض النظرية أن مقدار العمل المتوفر في أي إقليم يتوقف على تعداد سكانه، وأن مقدار العمل اللازم للإنتاج يتوقف على مدى توفر عوامل الإنتاج الأخرى من رأس المال والموارد الطبيعية.

الحجم الأمثل ليس ثابتاً:

يتغير الحجم الأمثل للسكان طبقاً للتغيرات التي تحدث لمقدرة الإقليم الإنتاجية، أي طبقاً لحجم ودرجة كفاءة عوامل الإنتاج الأخرى. لذلك، فإن الإقليم الذي يصل عدد سكانه إلى العدد الأمثل يجب عليه أن يزيد من رأس المال المستخدم في الإنتاج (عدد الآلات) وكذلك مساحة الأراضي المزروعة.

ملاحظات حول نظرية الحجم الأمثل للسكان:

الحجم الأمثل والحد الأقصى للسكان:

يشير الحجم الأمثل إلى أكبر عدد من السكان يستطيع أن يتحملَّه الإقليم، بحيث لو زاد عن هذا القدر انخفض مستوى المعيشة إلى ما دون حد الكفاف. يقترب هذا من نظرية مالتس، حيث أن الحد الأقصى هو الحد الذي تنشط عنده الموانع الإيجابية التي ذكرها مالتس.

نسبية العلاقة بين عدد سكان دولة ما ومستواها الاقتصادي:

لا تعتمد نظرية الحجم الأمثل على عدد السكان في الكيلومتر المربع لتحديد ما إذا كانت الدولة مزدحمة بالسكان أم لا. فالدولة تعتبر قليلة السكان إذا كانت تستطيع أن تقبل سكان جدد وتستفيد منهم في رفع مستوى المعيشة، بصرف النظر عن العدد الفعلي للسكان في الكيلومتر المربع.

تحكم ظروف المجتمع في نظرية الحجم الأمثل للسكان:

يصعب تطبيق نظرية الحجم الأمثل من الناحية العملية، حيث أن تحديد الحجم الأمثل للسكان يعتمد على ظروف المجتمع، مثل كفاءة ومهارة العمال والتطورات التي تحدث في هذا الشأن.

النمو السكاني واستنزاف الموارد الطبيعية:

لا تدعم الحقائق العلمية الربط بين ظاهرة النمو السكاني ومشكلة استنزاف الموارد الطبيعية. يرجع استنزاف الموارد إلى عوامل كثيرة مختلفة، طبيعية وبشرية، أهمها الاستهلاك المفرط للشعوب الغنية والمتقدمة.

النمو السكاني بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة:

تفرض الزيادة السنوية في سكان الدول المتقدمة ضغطاً على موارد العالم الطبيعية يفوق ما يفرضه نمو السكان في العالم الثالث. وذلك بسبب التفاوت الجوهري الراهن في الدخول بين الدول الغنية والفقيرة.

الخلاصة:

تقدم نظرية الحجم الأمثل للسكان إطارًا لفهم العلاقة بين حجم السكان ومستوى المعيشة. بينما تواجه النظرية بعض التحديات في التطبيق العملي، إلا أنها لا تزال أداة مفيدة لتحليل القضايا السكانية.